وزن ذرة اليورانيوم، وأن النقص في الوزن قد ظهر في شكل طاقة منبعثة , وأن هذا التأثير أقوى عشرين مرة من أي تأثير من نوعه كشف عنه العلم من قبل. وفي الحال بدأ الباحثون في الكثير من بلدان العالم في إجراء بحوث دقيقة شاملة لمعرفة ماهية انقسام ذرة اليورانيوم انقساماً ذاتياً.
وفي بحر شهور قليلة توصل (جوليو) وزملاؤه بباريس إلى الكشف عن أدلة بينوا بها أن ذرة اليورانيوم عند انقسامها إلى ذرتين ينطلق منها في الوقت نفسه عدة نيوترونات - من المؤكد أكثر من أثنين - أي أصبح من الممكن إذن الوصول إلى سلسلة من التفاعلات مبينة في شكل متوالية هندسية. فلنفرض أن في متناولك كتلة من اليورانيوم أطلق فيها نيوترون واحد. النتيجة أنه يصحب استحالة ذرة واحدة من اليورانيوم انطلاق ٢ نيوترون على الأقل؛ وأن ال ٢ نيوترون يسببان استحالة ذرتين أخريين من ذرات اليورانيوم، وينتج من هذا انطلاق ٤ نيوترون على الأقل. وتستمر العملية على هذا المنوال حتى تحدث استحالة عامة في الكتلة. وقد كان من الواضح الجلي أنه من الممكن باستخدام عملية كهذه الوصول إلى منبع هائل من الطاقة.
وفي ربيع عام ١٩٣٩ وقت أن كان الأستاذ (نيل بور) يزور أمريكا، وضع مع الأستاذ (هويلر) بجامعة برنستاون بمقاطعة نيوجرسي نظرية في عملية الانقسام الذاتي. وعلى أساس هذه النظرية تكهن العلماء أن من بين نظائر اليورانيوم الثلاثة المعروفة ب (نم ٢٣٨، نم ٢٣٥، نم ٢٣٤)(نم) هو الرمز الكيميائي لليورانيوم باللغة العربية) إن من المتوقع أن النظير الشائع (نم ٢٣٨) ينقسم انقساماً ذاتياً في حالة ما إذا كانت النيوترونات المنطلقة ذات طاقة عالية فقط. وأن (نم ٢٣٥) النادر الوجود لا ينقسم انقساماً ذاتياً إلا إذا كان طاقة النيوترونات، أو بعبارة أخرى سرعة النيوترونات، المنطلقة بطيئة جداً. وقد تأيدت تلك التكهنات في مارس من عام ١٩٤٠ بتجارب أجراها (نير)(بجامعة مينيسوتا)، بود، دانينج جروس بجامعة (كولومبيا بنيويورك) وقد نصت تجاربها على استخدام عينه من اليورانيوم زيدت فيها كمية (نم ٢٣٥) عن الكمية العادية بواسطة (الأسبكتروغراف الكتلي) الذي اخترعه (نير).
وعند تصادم اليورانيوم بنيوترونات ذات طاقة معينة معتدلة. تكون نظير له عدد يساوي