للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

٩٤. وقد تكهن العلم أيضاً على أساس نظرية (بور - وهويلر) أن هذا النظير - الذي أطلق عليه اسم (بلوتونيوم) وعبر عنه بالرمز الكيميائي يمكن انقسام ذاتياً بنفس السهولة التي ينقسم بها (نم ٢٣٥).

انطلاق الطاقة الذرية:

كان الكشف عن انقسام اليورانيوم انقساماً ذاتياً بمثابة قوة دافعة حركت أذهان كل المهتمين بالبحث في هذا الفرع من العلم. فبدأ في الحال الأستاذ (جوليو) وزملاءه بباريس والأستاذ (فيرمي) وبعض علماء الطبيعة الذرية الآخرين في الولايات المتحدة الأمريكية، والسير جورج تومسون وزملاؤه في لندن، في إجراء التجارب بقصد الوصول إلى طاقة ذرية منبعثة يمكن ضبطها.

وقد دلت التجارب التي توصل إليها العلماء في لندن، والتي أيدها زملاء الأستاذ جوليو بعد وصولهم إلى إنجلترا بتجارب كانوا قد أجروها مستقلين قبل هذا بباريس، على أن الأمل كبير في استخدام الطاقة الذرية كمنبع للقوة. ولما كانت النتائج في هذا الوقت ليس لها أهمية حربية منتظرة أبطأت البحوث في هذا الموضوع في لندن.

وفي الشطر الأول من عام ١٩٤٠ اقترح على الحكومة كل من الأستاذ شادويك والدكتور (فريش) والأستاذ (بيرليس) كل على حدة أنه من الممكن الحصول على فرقعة هائلة على جانب كبير من الخطورة إذا استبدل النظير النادر (نم ٢٣٥) باليورانيوم العادي. وعليه ألفت الحكومة لجنة من العلماء المتخصصين تحت رئاسة السير جورج تومسون، وبدأت عملها أولا في جمع كل المعلومات العلمية التي ظهرت في هذا الموضوع وقد تطور البحث الذي كان قد بدأ في لفربول تحت إشراف السير جيمسشادويك بتعيين الدكاترة فريش وروتبلات مساعدين له. ولما أخذ البحوث تترى ظهرت هناك مسائل أخرى لها علاقة بهذا الموضوع. وعليه ساهم معمل (كافنديش) المشهور بكمبردج بنصيبه في هذا البحث الخطير تحت إشراف الدكاترة (فيذر، برتشر) وقد أجريت التجارب في فصل (نم ٢٣٥) في معمل كلارندون تحت أشرف الدكتور (سيمون) يعاونه في البحث من الناحية الكيميائية الأستاذ (هوارث). وقد أجريت البحوث من الناحية النظرية الأستاذ (بيرلس) يعاونه الدكتور (فوش) وغيرهما من العلماء. وذلك بجمع المعلومات التجريبية من مختلف المعامل. وقد

<<  <  ج:
ص:  >  >>