وقال آخر: لا بل هو مأخوذ من كر ومن رسا، لأن الإنسان يرسي على الكرسي بعد الكر والتعب.
وقال آخر: بل هو مأخوذ من جلس، ثم صحفت الجيم كافا واللام راء، وهو قريب في مذهب التصحيف وقال غيرهم: بل هو مأخوذ من الكراسة، لن الإنسان يجلس إذا أراد الكتابة فيها.
وطال التصحيف والجناس على هذا القياس فلم يبلغ أحد منهم في هزلة مبلغ الجادين في رد العقل إلى عين القلب أو إلى كلمة قديمة في لغة اللاتين.
فحذار حذار من مراجعة الأصول بغير الأصول، وخير لنا أن نقنع بالفروع إذا كان الرجوع إلى الأصل ينقطع بنا في هذه المتاهة بغير دليل.
ونحن في أمان حين نقنع الآن بالرجوع من الصاد إلى السين في اسم القواس. فلم يبقى لهذه الوظيفة ما يخاف في اسم ولا في مسمى بحمد الله.