ممنوع، فتكون فتوى هذا العالم الفقيه. . . إنما هي فتوى بمنع الزكاة، وهذه الفتوى على فسادها وضلالها وانه لا يقول بها مذهب شافعي ولا مالكي ولا يقول بها مسلم عاقل، وان هذا الشيخ الفاضل الذي ينكر أن يكون الورق السوري مالاً يقبض في آخر الشهر راتبه ورقاً سورياً، ويشتري به خبزه وجبنته، ويقاتل أن منع عنه. . . إنها على هذا كله قد وجدت من يأخذ بها لتخلص من الزكاة ومن يرد عليها وخبروني أن عالماً آخر أفتى بسقوط فريضة الحج في هذه الأيام. . . ونسب الفتوى إلى مذهب الشافعية، ورحم الله الشافعي كم ينسب إليه.
وخبروني بان المناقشات قائمة بشأن الربا، وهل تعد المعاملات المصرفية منه أو لا تعد؟! وبشأن رؤية الهلال وكيف يثبت دخول الشهر، وبشأن التوسل، وكرامات الأولياء، وبشأن الطلاق. . . إلى غير ذلك من المشاكل الفقهية التي تحتاج إلى مرجع يرجه أليه فيها.
وكنت قد سمعت من الأستاذ الشافعي القاضي العالم الشيخ فرج السنهوري لما زرت مصر ان الملك فؤاداً رحمه الله، كان عازماً على إنشاء مجمع للشريعة على نحو مجمع اللغة العربية، يكون من عمله رد الشبهات، وحل المشكلات، والإفتاء، ووضع مشروعات القوانين، فلماذا لا يلتمس علماء مصر من جلالة الفاروق حفظه الله أن يأمر بإنشائه فيضم هذه المنقبة إلى مناقبه الكثيرة، فيرضى بذلك ربه، ويحقق رغبة ابيه، ويجدد للمسلمين دينهم، ويسن سنة في الاصطلاح يكون له اجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة، وينقذنا من هذه المناقشات، وهذه المجادلات، وهذه الجرأة على الإفتاء؟