واضطربالشيخ. والتفت حوله. . ولكن لم يتقدم أحد لقبض عليه. .
وعاد الشيخ يقول:
أنا الذي أقسمت اليوم يمنياً، إنها يمين كاذبة. أنا الذي سرقت الدراهم. . لقد جئتك بها، والعفريت يتبعني، يضرب في قلبي. خذها. . يا سيدي. . افضل أن اجوع، ولا أتعذب خذها. . لا أريدها!
ورمى الشيخ بالصرة، وانفتل يهرول. .
وقهقه القائد، وهو يقول:
رزق جديد. . هو لا يأخذها؟ هه. . . نحن نأخذها. . هات، هات. .
وابتعد الشيخ عن الدار. فنظر إلى الارض، والسماء، ونظر أمامه وخلفه، وعن يمنيه وعن شماله. انه لا يسمع ألان شيئاً. قلبه لا يخفق كذا قبل، وكأن جبالاً رفعت عن كتفيه وأحس بالنسيم اللطيف يدغدغ رئتيه. . . ورأى القمر كألطف ما يكون. لقد تغير كل شيء، وها هو ذا يبتسم، رغماً منه لقد أحس بالفرح، فانطلق يسرع في مشيه وهو يتمتم: