يعود. فارتجف، واصطكت ركبتاه خوفاً من العفريت الذي يرافقه، والذي سيلقاه في غرفته، والذي سيؤنبه على السرقة، ويلحف عليه برد الدراهم، ففضل أن يضربه القائد آلف ضربة، وان ينهره الحاكم آلف مرة، على وخزات العفريت، ولسعات الضمير.
لم يسمع الشيخ جواباً، فلقد كانت عربدات السامرين تحول دون سماع دقات الباب، فأعاد طرق الباب مثنى وثلاث، وفجأة هدأت الأصوات، وسمع صوت ينادي فيشق سكون الليل:
مين؟
فتلعثم الشيخ. . وعاد الصوت يسأل:
مين. .؟
فنادى الشيخ:
أنا. . أنا.
من أنت؟. .
واقترب الصوت. .
إنها جريمة، لابد. . أوف! في النهار شغل، وفي الليل شغل. . . وفتح الباب، وظهر الحاكم، ومن رائه القائد.
واخذ الحاكم يحدق في الشيخ، ولقد حسبه خادمه احمد:
احمد. . شو، في جناية. . مين مقتول. . مين. . وقال القائد وهو يتلعثم:
قبضتم على القاتل. . هو في السجن طبعاً. . مرحى. . أهرب؟. . لا. . لا. .