للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وحسبي أن أقول للأستاذ سيد قطب ما يلي:

(هل زرت العراق أيها الأستاذ وشاهدت بنفسك جمهور العراقيين يتهافتون على شراء كتب عبد الرحمن بدوي، أم القضية لا تعدو السماع؟. . . فإذا كانت الأخيرة، فليس من اللياقة والكياسة أن تتهم شعباً ناضجاً بتهمة هو بريء منها).

ومن أمثلة العتاب الرقيق ما جاء في رسالة (قارئ) حيث يقول:

(- لولا أنني أعرفك من كتاباتك. ومن بعض أخواني العراقيين الذين زاروا مصر وتحدثوا إليك، وعرفوا روحك بازاء أدب الشقيقات العربية وأدبائها. . . لولا هذا لاتهمتك بالتعصب الشديد ضد العراق. ولولا ذلك لما اتهمته في ذوقه مثل هذا الاتهام الجارح. . . فمن قال لك سيدي إن كتب دكتوركم عبد الرحمن بدوي تجد قراء كثيرين عندنا. وهل خفت أن نتهمكم أنتم - المصريين - في ذوقكم بمناسبة هذا الديوان فرأيت أن تلقي التهمة على العراقيين. . .؟!

(. . . على كل حال. هذه مغفورة لك. لما أعلمه ويعلمه الكثيرون عنكم هنا من عدم التعصب، وعنايتكم بآثار أدباء العربية في جميع البلدان الشقيقة. . . والسلام).

واكتفى بهذه الأمثلة الثلاثة للدلالة على تلك الحساسية في نفوس إخواننا العراقيين. ولكنني في الحقيقة أميل إلى أن التمس لهم العذر في أعنف حملاتهم عليّ وعلى (الرسالة).

إن التهمة ثقيلة، وجارحة. ومن حقهم أن يتبرءوا منه!!!

ولكن أسلوبي كان واضحاً مفهوماً، في أنني لست صاحبها. وقد جاء في كلمتي بالحرف الواحد:

(ومعذرة لإخواننا العراقيين. فناقل الكفر ليس كافر وفي وسعهم أن يدافعوا عن أنفسهم ضد هذا الاتهام).

فكيف جاز لأحد منهم أن يفهم أنني أنا الذي ألقى عليهم هذه التهمة لولا أن سورة غضب جامحة، وحساسية كذلك شديدة لم تدع لهم أن يتبينوا مرامي قولي، وأن يدركوا كذلك وجه النكتة، وأسلوب التهكم المقصود؟!

اغلب الظن أن جماعة صغيرة من متحمسي الشباب هناك هم الذين ألهبهم الغضب، فأنساهم النظر في مدلول ما كتبت. وان الآخرين - وهم الكثرة - من القراء والأدباء في

<<  <  ج:
ص:  >  >>