للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العراق، فهموا وجه القول، فلم يجدوا فيه طعناً للذوق العراقي، ولا منقصة ولا اتهاماً!

ولقد لمحت في بعض الرسائل الثائرة روحاً من التعصب المحلي الضيق، فلم أرد أن اقتطف هنا ما يدل عليها، فلعلها سورة غضب وقتي، ثم يعودون فيرون أم مصر والصحافة المصرية حفية بكل أدب عربي، وإنني أنا باللذات نوهت بمعظم ما وقع لي من هذا الأدب كالأدب المصري سواء. أما (الرسالة) بخاصة فلا يمكن أن تتهم بإغفال أدباء البلاد العربية وعلى صفحاتها تجري اقلامهم، وقد تكون هي أول من يعرفهم حتى إلى مواطنيهم. على أن هناك ما ينفي التعصب جملة: أليس الكتاب الذي يلقى هذا النقد كتاب شاب مصري؟!

ولقد شكوت مرة من صعوبة حصولنا على مطبوعاتهم. وعندي بحث عن شعراء الشباب وبحث عن القصة الحديثة أؤجلهما فترة بعد فترة لأنني ل ما أستطيع إلى اليوم الحصول على إنتاج البلاد العربية فيهما، ولم أرد الاكتفاء بالأدب المصري، فهل بعد هذا نتهم مصر بالتعصب

سيد قطب

كفل به وكفل أيضاً:

سعادة الأستاذ الكبير السيد احمد حسن الزيات - أطال الله بقاءه - قرأت - سيدي - كلمة طيبة في الرسالة لعالم فاضل من بني سهم، تتبع فيها ما كنت نشرته في مجلة المجمع العلمي العربي من وجوب أن يقال (كفل به) إذا يريد (تحمل به) لا كفله، واستشهد على صحة (كفله) بما ورد في لسان العرب خاصا بذلك وهو (كفل المال وبالمال ضمنه) وذكر أمورا أخرى تدل على نفس عطر في العربية ونفس كريمة، وأورد أن أذكر لخضرته أني أطلعت على ما في اللسان وعلى ما في غيره فقد جاء في المصباح المنير (وحكى أبن القطاع كفلته وكفلت به وعنه إذا تحملت به) وقد توفي ابن القطاع سنة (٥١٥ هـ) فهو من المتأخرين؛ وإني لم أنقل قول الزمخشري - وهو معاصر لأبن القطاع - لكون أساسه مستوعباً لكل لفظه وتركيب - كما ظن العالم الفاضل حفظه الله - بل كان ذلك من قبيل التمهيد لدعواي. فأنا أقول محتجاً لدعواي تلك: إن العرب ميزت بين (كفله وكفل به) فلكل منها معنى والمساواة بينهما تورث اللبس، وإن أخوف ما خافته العرب على لغتها هو

<<  <  ج:
ص:  >  >>