كل الخبرة بأندية اللهو وما إليها، يعرف جد المعرفة برامج السينما في كل أسبوع، وما يمثل من روايات في كل فصل من الفصول، وعنده الخبر اليقين عن كل مغن ومغنية، وفنان وفنانة أتت من مصر إلى الإسكندرية تغني أو تمثل، ذهب عنه خفر عينيه وأصبح يتعشق الجمال ويتتبعه، ويحملق فيه ويشتهيه، حلت المسائل المالية جزءا كبيراً من عقله فهو كثير التفكير فيها، له ديون وعليه ديون، وله قضايا وعليه قضايا، وله دفاتر حساب دقيقة، وله آمال مالية واسعة
حادثته مرة، وكان أشد ما أريد استطلاعه منه أن أعرف حال دينه الذي كان يملك عليه قلبه وعقله، والذي كان يغمر حياته ويسيطر على كل خطوة من خطواته، فإذاعقله حر شديد الحرية في تفكيره، قد تحرر من كل قيد، يعجب بالمدنية الحديثة ويستلهمها الرأي ويستوحيها االنظر، ويتخذ عماد منطقه ومصدر حكمه على الأشياء ما يفعله الأوربيون وما لا يفعلون. قد يعارض ما يراه من ضروب المدنية مبدأ من مبادئ دينه فيظهر عليه نوع من الارتباك والحيرة، ويجمجم في القول ويتبين في قوله الاضطراب بين دين خالط لحمه ودمه شطراً من حياته، وبين عقل نزع إلى الحرية في آخر أيامه، ويشعر بثقل الموقف على نفسه فيجتهد في تحوير الحديث، وتغيير مجرى القول إلى حيث يسترد كامل رأيه، ومنتهى حريته - هذا عقله، وأما قلبه فدينه في رف من رفوفه، لم يملأه ولم يخل منه، لذلك حرت أن أسميه مؤمناً أو كافراً، ماشيته مرة على البحر فرآه جميلاً جليلاً، ورأى القمر يسطع عليه بنوره الساحر، فصاح هذا موضع سجود، فصلى على الرمل، ودعاني مرة إلى ملهى فكان فيه كمن لا يؤمن بحساب ولا عقاب، وهكذا تذبذبت حياته بين نزعة قديمة، ونزعة جديدة، ودين نشأ عليه، ولا دين مال حديثاً إليه، حينا يتحرك دينه الذي في الرف وينتعش حتى يعم قلبه، وحينا ينكمش وينكمش حتى لا يكاد يرى أو يحس
حننت إليه لما بيننا من حب قديم، ولكن لست أدري لم لم تتأكد بيننا الصداقة في هذه المرة كما تأكدت من قبل أكان يعطفني عليه دينه وقد رق؟ أم كان يحني عليه ما فيه من ضعف - مظهره الحياء والخجل، وقد قوي فلا حياء ولا خجل، أم كانت تؤلف بيننا وحدة فتعددت، وأسلوب واحد في الحياة فتفرقت بنا السبل، لعله شيء من ذلك، ولعله كل ذلك، ولعله شيء غير ذلك، على كل حال تركته وبيننا ودّ دخله العقل فخف، وصداقة جال في