خرجت وما تصدق أنها نجت، فلما بلغت دارها سقطت مريضة. . . وكانت هذه الواقعة كابوسا على صدرها، ما تفارقها ذكراها، في يقظتها ولا في كراها، وهجرت رفيقاتها جميعا رفيقات السوء، واتخذت لها ملاءة ساترة. . . ولكنها أخطأت فلم تنبئ بما جرى لها زوجها، ولم تصدقه خبرها.
ثم كان الفصل الأخير من الرواية:
وصل الخبيث حبله بحبل الزوج، وتزلف إليه حتى جمعته به سهرة، فأحضر معه طائفة من أصحابه الفساق، وكان قد بيت معهم أمرا، فلما احتدم الحديث وحميت السهرة، وزالت الكلفة وجاءت الألفة، أدار الخبيث الحديث حتى وجهه وجهة الحب والغرام، وانطلق يقص قصة لفقها، فلما انتهى منها، أخرج الصورة وقال:
وهذه صورة صاحبتي فيها، انظروا إلى جسمها وجمالها!
ودفعها إليهم فتناقلتها الأيدي، وكلما رآها واحد من أصحابه قال:
وأنا أعرف هذه الفتاة ومعي صورة أخرى لها.
حتى وصلت إلى يد الزوج، فنظر فيها، فأحس كأن لطمة انحطت على وجهه، فأظلمت منها عيناه ولم يعد يبصر ما حوله.
لقد كانت صورة زوجته!
ودمّر بيتان، وعوقب بريئان، وبقى المجرم الأول بلا عقاب، وهو القرد الذي جاءنا تقليده بهذه البدعة المخزية، بنظام (المرشدات)!