للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهبط عليه (وحي الشيطان)!

فاستعان بمن يعرف من الفتيات من رفيقات البنت، وأغراهن بالمال وبالمتع أن يأتينه بها إلى داره مرة واحدة، وحلف لهن بالأيمان المؤكدة أنه لا يمسّ جسدها.

واحتلن عليها وزعمن لها أن رفيقة لهن مريضة فهن يحببن أن يزرنها معها، ورضيت وضربت لهن موعداً، فأخبرن به الرجل فأعد عدة الانتقام.

ولما وصلن إلى الدار تأخرن عنها حتى صارت من داخل، ثم رجعن واغلق هو الباب دونهن وبقيت وحدها، ونظرت فإذا الدار خالية ففزعت وركضت نحو الباب، فاعترضها الرجل وأخرج مسدسا ضخما، وهددها بأنه قاتلها به إن لم تخلع ثيابها كلها، وحلف لها أنها إن فعلت لا يمسها بيده، ولا يدنو منها، ويدعها تمضي بسلام، ونظرت الفتاة فإذا هو على صورة الوحش الهائج، أو الشيطان الغضبان، فارتاعت وجعلت ترجع حتى التصقت بالجدار، وهو يسلط عليها بريق عينيه وفوهة مسدسه، فلم تجد مناصاً من الامتثال.

فألقت خمارها عن رأسها، ثم نزعت معطفها بيد ترتجف من الرعب، ووقفت، فاستحثها، فانفجرت تبكي وتنشج، وتتوسل إليه:

- أرجوك، أنا في عرضك، أبوس رجليك. . . ارحمني استرني، ماذا عملت لك، إني امرأة شريفة ولي زوج. . .

فزأر في وجهها:

- بس!

وأوهمها أنه سيطلق المسدس، ثم رماه وراءه واستلّ سكينا طويلة أدناها منها حتى وجدت حدها على عنقها، وقال:

- اخلعي!

فخلعت الثوب، فقال:

- اخلعي كل شيء!

فعادت إلى توسلها وبكائها، وعاد إلى قسوته وتهديده.

فرمت (الشلحة)، والقميص، وبقيت بذلك (الكلسون) الذي يشبه خرقة بين رجليها، وصدرة الثديين، فصرخ بها حتى نزعتها، ووقفت أمامه كما ولدت أمها. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>