للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

افترى علينا ذلك الفروخ بما شئت لاسمه من تقديم أو تأخير في الحروف. فماذا يقال لمثل هذا؟ أيناقش مناقشة الأكفاء؟ أيخاطب خطاب العلماء والفضلاء؟ كلا، بل ذلك خليق أن ينخع نخعا من تلك الجلسة الفطحلية وتلك الحبوة الديوانية، ثم تنزع من يده العصا التي يهزها هز المعلم على رؤوس معلميه ليحس بها فوق رأسه ويقال له بحق: إن العقاد يا هذا ليتواضع غاية التواضع حين يسمح لأستاذتك أن يجلسوا بين يديه جلسة التلميذ المستفيد. فتأدب أيها المسكين، لأنك لا من الأدباء ولا من المتأدبين.

ومخلوق آخر يسمى المشنوق، يشكو المجاعة ولا طعام لمخنوق! ويتحدث عن (المجاعة الأدبية في مجلة الأديب. . . وهو حديث لا يقال في مجلة، ولا يقال في السوق. . .

قال: (وإذا بعباس محمود العقاد يترك ابن الرومي ونتشه والعبقريات ليكتب في كل موضوع. كخادمة المنزل التي تصلح لجميع الغرف. . .)

فالعقاد ملوم إذا كتب في موضوع واحد، والعقاد ملوم إذا كتب في أكثر من موضوع، والعقاد مكذوب عليه لأنه لا يزال يكتب عن أبي الشهداء وعن باكون وعن أثر العرب في الحضارة الأوربية، وعن هذه الشجرة، وعن غير هذا وذاك، ولكن ينبغي أن يلام والسلام، وأن يطلب منه إطعام من لا يقبل الطعام، وأن يفك الحبال عن الحلوق والأقدام، ليأكل المشنوق ويمشي من يعجز عن القيام.

لا يا عبد الله. . . ما هكذا تكون الأشباه.

ليس العقاد خادمة، في كل غرفة حائمة، بل هو سيد في نعمة دائمة، له في كل غرفة مائدة، وعلى كل مائدة حلوق طاعمة. . . ولكنه لا يفتح حلوق المشانيق، لأنها حلوق صائمة، ليس لها في القائمة حساب ولا لها في الحساب قائمة.

وهكذا يكتب لهؤلاء. . . فعلى من اللائمة؟. . .

عباس محمود العقاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>