وفجأة همس في أذني أحد الواقفين: خسارة! إنها لا تستحق، إنها من بنات صهيون!.
وتفرست في ملامحها فرجحت رأى الزميل - الزميل في الوقوف - وكدت أنا الآخر أندم ما صنعت لولا نظرة إلى الحمل الثمين!
قلت:
ليت الصهيونيين يعلمون ماذا يفعلون! إنهم بموقفهم الإجرامي في قضية فلسطين يكادون يجردون نفوسنا حتى من العطف الإنساني، والروح الآدمي على أبناء صهيون، وبناته الملاعين!
ماذا يكسب أولئك الصهيونيون من عداء العرب؟ العرب الذين عطفوا عليهم وآووهم. . . على مدى التاريخ - والعالم كله يسومهم سوء النكال؟!
ماذا يكسب أولئك الصهيونيون من خطتهم الحمقاء التي تثير عليهم سبعين مليونا من العرب، ومائة مليون على الأقل من المسلمين الآخرين في مشارق الأرض ومغاربها، دون أن تكسبهم صداقة حقيقية من أحد في هذا الكوكب الأرضي - ولا في كواكب السماء -! فهذه أمريكا التي تشتري أصواتهم الانتخابية ونفوذهم المالي بتصريحات جوفاء، لا ترضى بأن تبيح لهم الهجرة إلى بلادها الواسعة الغنية، بدل هذه التصريحات الجوفاء. وهذه إنجلترا التي تحميهم بالمدافع والدبابات لا تشارك في تخفيف محنتهم بإيوائهم في مستعمراتها الواسعة!
لقد كان لهم من صدور العرب الكرام حصن رفيق رحيم في عهود التشريد المديدة، ففقدوا بحماقتهم في النهاية هذا الحصن الرفيق الرحيم.
هذا كل ما جنوه من سياستهم الأثيمة الحمقاء.
إلى الإسكندرية. . .
وها هي ذي مشارفها تبدو. الركاب يتحركون. يتحركون - ولا مؤاخذة - حركة بغلة الشاعر القاهري الظريف - البها زهير - أو بغلة صديقه على الأصح: