فأتيت مدينة فتزوجني رجل، فولدت منه ولدين، ثم عدت إلى بلدي فمررت بالبئر التي شربت منها، فصاح بي - كما صاح في الأول - فشربت ولم التفت إليه. فدعا - كالأول فعدت رجلا كما كنت.
ثم عدت إلى بلدي فتزوجت امرأة فولدت منها ولدين.
فلي اثنان من ظهري واثنان من بطني.
فقالوا له:(إن هذا لعجيب، أنت شريكنا.)
فبينما هم يتشاورون إذ ورد عليهم ثور يطير (أي: يسرع في سيره)، فلما جاوزهم، إذا رجل - بيد وهو يحفز في أثره (أي: يجري خلفه)، فوقف وسلم، فردوا عليه مثل ردهم على صاحبهم.
فقال: إن حدثتكم بحديث اعجب من هذا أتشركوني فيه؟)
قالوا:(نعم)
قال:(كان لي عم، وكان موسرا، وكانت له ابنة جميلة، وكنا سبعة إخوة. وكان لعمي عجل يربيه، فانفلت.
فقال: (أيكم يرده لي، فابنتي له.)
(فأخذت خشبتي هذه واتزرت ثم حفزت في أثره - وأنا غلام - فلا أنا ألحقه، ولا هو يكل.)
فقالوا: أن هذا لعجيب. فأنت شريكنا)
فبينما يتشاورون إذ ورد عليهم رجل على فرس أنثى، وخلفه غلام على فرس ذكر. فسلم - كما سلم صاحباه - فردوا عليه كردهم على صاحبيه. فسألهم فاخبروه الخبر.
فقال: إن حدثتكم بحديث اغرب من هذا أتشركونني فيه؟) فقالوا:(نعم) وهنا تحدثنا الأسطورة أن الرجل اخبرهم أن الفرس الأنثى هو أمة، وان الفرس الأخر هو عبد من الاشرار، وانهما ائتمرا به ليسحراه، فيصفوا لهما الجو.