للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المبنية على الأثرة، والمؤسسة على حب النفس، والمطبوعة على الظلم حتى لقد قيل:

والظلم من شيم النفوس فإن تجد ... ذا عفة فلعلة لا يظلم

ولذلك تلجأ بعض الدول إلى التسلح والتقوية وقت السلم، اعتقادا منها بأن (التسلح أفضى الحرب) وأن (القوي لا يحترم إلا القوي) فهي إن رغبت في القتال والعدوان، فإنما تتسلح وتتقوى حتى لا يطمع فيها ظالم، ولا تسول له نفسه الأثيمة الاعتداء عليها فسلامة الدول مبنية على قوتها، سواء أكانت في وقت السلم أم في وقت الحرب.

قوة الآلات:

وطموح الإنسان لا يقف عند حد، وقد وجد أن قوته العضلية لا تكفي للحصول على النجاح، فلجأ إلى العلم يستنبط منه مصادر جديده للقوة، وها هو ذا يستعمل الروافع والبكرات منذ عهد اليونان، ويبذل بها قوة صغيرة لتحريك أو رفع ثقل كبير، فأنه إذا استطاع رفع أي ثقل بقوته العضلية، فأنه يستطيع أن يرفع عشرات بل مئات بل آلافا مثلها بالروافع والبكرات والآلات، حتى لقد قال أرشميدس العالم الطبيعي الإغريقي مرة (أعطوني مكانا أقف فيه وأنا أحرك الدنيا)، وقد عرض علي مليكه هيرون ملك سرقوسة أساس الفكرة وجعله يحرك سفينة محملة ثقيلة بقوة صغيرة، سر منه الملك وقربه إليه.

ومنذ عهد أرشميدس والمخترعات تتقدم في مختلف النواحي، ومنها الناحية التي تزيد قوة الإنسان.

ففي البناية الحديثة تستعمل آلات لرفع الأثقال التي يعجز الإنسان عن رفعها بقوته، وهذه الآلة يسميها الناس (الونش)، ترفع كتلة ثقيلة جدا من الحديد وتتركها تهوي من عل إلى الأرض فتدكها دكا، وبتكرار هذه العملية يمكن أعداد الأساس المتين للبناء، وتستعمل هذه الآلة أيضاً لنقل الحجارة والأتربة من مكان إلى أخر وفي البواخر المعدة لحمل الأثقال والسيارات تستعمل هذه الآلة لرفع السيارات الثقيلة من الأرض، وتتحرك بها حتى تقف في المكان المعد في الباخرة لوضع السيارة فيه، وعندئذ نرى السيارة تتدلى حتى تستقر في مكانها المناسب، وكل هذا دون جهد كبير من الإنسان.

وهناك آلات أخرى اخترعها الإنسان على أساس علمي أخر، منها الجهاز المسمى بالمكبس المائي الذي يستعمل لكبس الاقطان، واستخراج الزيوت من البذور، وقد صنعت هذه الآلة

<<  <  ج:
ص:  >  >>