للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بعد ما ثبتت قاعدة انتقال الضغط في السوائل، وذلك في سنة ١٦٥٣ حيث استنبطها العالم والأديب والفيلسوف الفرنسي (بليز باسكال)، واستغلها العلماء من بعده في صنع كثير من الآلات منها المكبس المائي، وهذا مثال من أمثلة عدة تدل على البحوث النظرية التي يمكن تطبيقها في نواح عملية في الحياة.

المصعد الكهربائي:

ومن الآلات أيضاً ما هو مبني على القوة الكهربية، منها المصعد الكهربي، فقد وجد الإنسان أن التعب يدركه عندما يصعد في سلم مرتفع، إذ انه يصعد مضادا لقوة جاذبية الأرض، وهي قوة يصل تأثيرها إلى القمر، ولكنه عقل الإنسان القوي الذي يتغلب بعلمه وتفكيره على كل صعوبة تعترضه إذ لجأ في هذه الحالة إلى عمل المصعد الكهربي، الذي يتحرك بالقوة الكهربية التي سخرها الإنسان لمنفعته، فصار الإنسان بفضل المصعد يصعد إلى أعلى الطبقات في العمارات المرتفعة وناطحات السحاب الشاهقة، كل هذا وهو جالس في مقعده دون مشقه أو تعب، وما عليه إلا إن يضغط على (الزر) الدال على رقم الطبقة التي يريدها، فيتحرك المصعد، ويقف عند تلك الطبقة، كأن له عقلا يدرك به، أو بصيرة نفاذه تهديه سواء السبيل، وبحركة خفيفة أخرى يؤمر المصعد بالنزول فيطيع، ولا يعصي أمرا مهما تكررت الأوامر والطلبات، ولا يبدي ملالا أو كلالا، ولو اشتغل آناء الليل وأطراف النهار، فهو أطوع بل واقدر من أي خادم أمين.

عصر الآلات:

وبالعلم أيضاً أصبح الإنسان يقطع أطول المسافات دون أن يلحقه تعب أو نصب، سواء أكان هذا السفر في الجو أم في البحر أم في البر، على متون الطائرات التي تشق عنان السماء، والبواخر التي تمخر عباب الماء، والسيارات والقطر التي تنهب الأرض نهبا، وبذلك سخر العقل البشري للإنسان آلات كثيرة في مختلف النواحي والأغراض، فهذه آلات مبنية على الروافع والبكرات وهي ما تسمى الآلات الميكانيكية، وتلك آلات مبنية على قوة البخار، وهي ما تسمى الآلات البخارية، وأخرى مبنية على قوة الكهرباء، وهي الآلات الكهربية المستعملة في رفع الأثقال والنقل والحركة والتدفئة والإضاءة وغيرها، وهناك

<<  <  ج:
ص:  >  >>