للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعصابي المكدودة تستروح وتنشط وتحيا. . .

وعرائس البحر. . .؟

ويحيى! إنني لا أرى هنا عرائس ولا حتى شياطين.

إن العرائس والجنيات، لأطياف هائمة طليقة، خالصة من الضرورات والقيود. ولكني أحس هنا ثقل الضرورات وصلصلة القيود. هنا أجساد تشدها الغريزة؛ هنا لحم. لحم فقط يكاد يتجرد من الروح. لحم قذر رخيص.

هنا صراصير!

محال أن تقنعني أن هذه التي تتخلع مع زميلاتها، وهي تقطع (البلاج) ذهاباً وإياباً بلباس البحر (المايوه) وكل ما فيها جسد يتخلج بالغريزة الهابطة. . . وان هذا الفتى الذي يتدسس بالنظرة الخائنة إلى مواضع الضرورة في هذه الأجساد المتخلجة، بينما يلقي بنظره متباهيا على مواضع الحيوانية في جسده (بالمايوه). . . محال أن تقنعني أن هؤلاء أو هؤلاء، عرائس البحر، أو - حتى (شياطين).

إن الشيطان أنظف وارشق وأخف، وأكثر انطلاقا من القيود! هنا لحم. لحم فقط. لحم رخيص!

رخيص. فكثير من هذه الأجساد العارية يفقد حتى قيمة اللحم العزيز. لست اشك الآن في أن الملابس من صنع حواء. فهذا التستر وهذا الخفاء هما مبعث الفتنة والأشواق - حتى الجسدية - وحين يتجرد الجسد نفسه يموت!

ولكن المرأة في هذا الجيل تفتقد حتى فطنة الغريزة وسلامتها. إنها الشهوة المريضة. شهوة الحيوان الضال الهزيل، لا الحيوان الفاره الأصيل!

وبين يوم وليلة قدمني أصدقاء إلى كثيرات، وقدمتني صديقات إلى كثيرين!

الإباحية! التي لا تخجل ولا تستحي ولا تغار!

هنا الصداقات السريعة: يبدأ التعارف ضحى. ويتم كل شيء في المساء. وفي الصباح التالي يتفرق الجميع؛ وتتبدد الصداقات، كأن لم يكن هنالك شيء. ويبحث الجميع عن شيء جديد!

سعار. . .!

<<  <  ج:
ص:  >  >>