ولعل ألطف هدية أهديت في يوم فصد، هي هدية أبي دلف فقد افتصد عبد الله بن طاهر، فجمع أبو دلف ما أصاب في السوق من الورد وأرسله هدية له، وقد أوردت هذا الخبر لظرفه، رغم أن ابن طاهر ليس من الخلفاء.
أما هدايا العمال والولاة والملوك فكثيرة. فكان كل وال يتفنن بإرسال الهدايا للخليفة ابتغاء مرضاته. فقد وجد يعقوب ابن الليث صاحب خراسان إلى المعتمد هدية من جملتها عشر بزاة منها باز أبلق لم ير مثله، ومائة مهر، وعشرون صندوقا على عشرة بغال، فيها طرائف من الصين وغرائبه، ومائة عود من مسك، ومائة من عود هندي، وأربعة آلاف درهم.
ولما قدم ابن الجصاص من مصر على المعتضد، مرسلا من خمارويه، كان معه هدايا من العين عشرين حملا على بغال. وعشرة من الخدم، وصندوقان فيهما طرائف. وعشرون رجلا على عشرين نجيبا بالسروج المحلاة، ومعهم جرار فضة، وعليهم أقبية ديباج وسبع عشرة دابة بسروج ولجم، منها خمسة بذهب والباقي بفضة، وزرافة
وقد يرسل إلى الخليفة كل غريب. ففي سنة ٢٩٩وردت من مصر هدايا منها كما ذكر الصولي تيس له ضرع يحلب اللبن.
ووردت رسل أحمد بن إسماعيل بهدايا منها مذبة مرصعة بفاخر الجوهر، وتاج من ذهب مرصع بجوهر له قيمة كبيرة. ومناطق ذهب مرصعة، وربعة ذهب مرصعة.
ووردت هدايا ابن أبي الساج أربعمائة دابة، وثمانون ألف دينار، وفرش أرمني لم ير مثله في بساط طوله سبعون ذراعا في عرض ستين ذراعا، عمل في عشر سنين.
وفي سنة ٣٠٥، زمن المقتدر، ورد على السلطان هدايا جليلة من أحمد بن هلال صاحب عمان. وفيها أنواع الطيب، ورماح، وطرائف من طرائف البحر، وطائر أسود يتكلم بالفارسية والهندية أفصح من الببغاء، وظباء سود.
وفي سنة ٣١٠هـ وصلت هدية ابن المادرائي الحسين بن أحمد من مصر، وهي بغلة ومعها فلو، وغلام طويل اللسان يلحق طرف لسانه أنفه.
وكان ملوك الروم والفرنجة يهدون إلى الخلفاء العباسيين الهدايا العظام توددا وتحببا. فقد