أهدى ملك الروم إلى المأمون مائتي رطل مسك، ومائتي جلد سمور. فقال المأمون: ضاعفوها ليعلم عز الإسلام.
وأهدت ملكة الفرنجة إلى المكتفي بالله سنة ٢٩٣هـ خمسين سيفا، وخمسين رمحا، وخمسين فرسا، وعشرين ثوبا منسوجا بالذهب، وعشرين خادما صقليا حسنا، وعشرة كلاب كبار لا تطيقها السباع، وستة بازات وسبعة صقور، ومضرب حرير.
وفي سنة ٢٢٦هـ ورد كتاب من ملك الروم إلى الراضي. وكانت الكتابة بالرومية بالذهب، والترجمة بالعربية بالفضة، بطلب الهدنة. وفيه:(لما بلغنا ما رزقته أيها الأخ الشريف الجليل من وفور العقل وتمام الأدب، واجتماع الفضائل أكثر ممن تقدمك من الخلفاء، حمدنا الله تعالى. . . وقد وجهنا شيئا من الألطاف، وهي أقداح وجرار من فضة وذهب وجوهر، وقضبان فضة، وستور، وثياب سقلاطون، ونسيج ومناديل وأشياء كثيرة فاخرة).
فكتب إليهم الجواب بقبول الهدية، والإذن في الفداء، وهدنة سنة.
فهذه ألوان من الهدايا، وتبيان لهذه العادة الاجتماعية التي كان لها شأن في العصر العباسي، الحافل بالعجائب والغرائب.