للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهو ممن طالما ناشدوا روح التعاون الثقافي والتآزر العلمي، وهناك الدكتور محمود الخضيري أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة فؤاد الأول سابقا، ووكيل البحوث والثقافة الإسلامية للأستاذ الأكبر شيخ الأزهر وفرنسا، وهناك الدكتور محمود حسب الله خريج الأزهر وإنكلترا، وهنك الدكتور محمد البهي خريج الأزهر وألمانيا - وثلاثتهم من أساتذة الفلسفة بالجامعة الأزهرية - أليس تكوين هذه اللجنة هو وحده رمزا لما ينشده الأزهر، ورمزا لرغبته الأكيدة في الأخذ من المناهج الحديثة بما يلائم رسالته العلمية؟. . ومما زاد هذا الرمز بلاغة تنوع النظارة الذين تسارعوا إلى حضور المناقشة.

نعم، إنه كان من الطبيعي أن نرى هناك أساتذة من الأزهر وطلبة أزهريين، فالبيت بيتهم، والمناقش من إخوانهم، ولكن أليس من الغريب السار أن نجد بينهم أربعة قساوسة رهبان من يسوعيين ودومينكيين، احدهم مستشرق أمريكي والآخرون شرقيون، بل مصريون ممن يعرفون الأستاذ المناقش جد المعرفة؟ ووأ ليس أعجب من هذا أن نشاهد بين الحاضرين آنسات في المكان الخاص الذي خصص لهن في أعلى المدرج؟

وما وافت الساعة الخامسة حتى افتتح سعادة الرئيس الجلسة بكلمة استغرقت نصف ساعة، وهو يتكلم بحماسة رزينة هادئة واعتقاد عميق يعطي أحيانا لعباراته نبرة قوية تجعلها تنفذ نفوذا إلى الأذهان والقلوب: بدأ بالثناء على فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرزاق، الذي عاقه عن الحضور انعقاد المجلس الأعلى للأزهر، وعلى فضيلة الأستاذ الكبير وكيل الأزهر، وعلى فضيلة شيخ الكلية، وكرر الشكر لكل من ساهم في العمل على اتساع دائرة الاتصال العلمي بين الأزهر والعلماء المدنيين والجامعيين، خصوصا فضيلة الأستاذ الأكبر الذي تخصص في الفلسفة بجانب تعمقه في النواحي الدينية المختلفة، والذي أفادت منه الجامعة المصرية حينا من الدهر، ثم أبدى سعادة الرئيس أمله في أن الأزهر سينال اهتمام فضيلة الأستاذ الأكبر من الناحية الفلسفية، وأن نوابغ الأزهريين سيكونون - مع أستاذهم الأكبر - جوا سانحا للدراسات الفلسفية بحيث يستطيع الأزهر أن يؤثر - حتى من الجهة الفلسفية نفسها - على الجامعات الأخرى، مادام الأزهر يطبق الأنماط العلمية في المناقشة والمثابرة في طلب الحق الذي هو ضالة المؤمنين. . .

ثم وجه سعادة الرئيس كلمة لطلاب البحث العلمي والحقيقة العلمية، ناصحا إليهم بالجد

<<  <  ج:
ص:  >  >>