وينقضي عمر الطفل وتنطوي بعده الأيام، فإذا هو صاحب ضريح، وإذا بالحواريين يتوارثون الأسرار ويترجمون عنه من وراء الصفائح والأحجار، وربما بيعت ذرية الظبية بعدها - إن سمح لها مقامها القدسي بالزواج - فغالى الناس في أثمانها وتفاخروا باقتنائها في المدائن والأمصار.
ومما لا ريب فيه أن ذلك الضريح الذي حيل بينه وبين الظهور لن يقل في قداسته ولا في استحقاقه للزيارة والتبرك وقضاء الحاجات عن ألف ضريح تمتلئ بها الآن مدائن مصر والشام والعراق وسائر بلاد الإسلام، بل لن يقل عن ألوف الأضرحة التي يتجر بها الدجالون على اختلاف الأديان.
فالحمد لله! لقد نجا الشرق الإسلامي من معجزة بغير معجزة، وسلمت بلادنا العامرة بالقديسين من قديس جديد.