آخر قضاء دمشق وأجرينا عليه ألف درهم أشار به علي محمد بن سماعة، فأقام بها أربعة عشر شهراً فوجهنا من يتتبع أمواله في السر والعلانية، ويتعرف حاله، فأخبر أنه وجد ما ظهر من ماله في هذا المقدار من دابة وغلام وجارية وفرش وأثاث قيمته ثلاثة آلاف دينار. وولينا رجلا أشار به فلان نهاوند فأقام بها أربعة وعشرين شهراً، فوجهنا من يتتبع أمواله، فأخبرنا أن في منزله خدماً وخصياناً بقيمة ألف وخمسمائة دينار سوى نتاج قد اتخذه.
وحدث إبراهيم بن السندي أنه جالس المأمون ومعه إبراهيم ابن المهدي فطفق المأمون يحدث عن أهل عسكره، حتى والله لو أن رجلا أقام في رحل كل رجل من الجند حولا، لما زاد على معرفته لشدة تنقيره وتتبعه أخبار الناس.
فهذه الحوادث التي سردناها، تدل على حبه التجسس، ودس الناس ليتسقطوا له الأخبار، ويطلعوه على ما يشاء.