تقطع بيننا الحاجات إلا ... حوائج يعتسفن مدى الجريِّ
وأنشد غيره في نحو منه:
يا رب رب القلص النواعج ... مستعجلات بذوي الحوائج
ولو تشاغل أبو العباس بملح الأشعار ونتف الأخبار وما يعرفه من النحو كان خيراً له من القطع على كلام العرب، وأن يقول: ليس هذا من كلامهم. فلهذا رجال غيره، ويا ليتهم يسلمون أيضاً.
٨٥٣ - أن أمالت عليّ عطفاً وجيراً
الطغرائي:
خبروها أني مرضت فقالت ... أضنى طارفاً شكاً أم تليداً
وأشاروا بأن تعود وسادي ... فأبت - وهي تشتهي - أن تعودا
وأتتني في خيفة وهي تشكو ... ألم الوجد والمزار البعيدا
ورأتني كذا فلم تتمالك ... أن أمالت على عطفاً وجيدا
٨٥٤ - أعمى، ومفلوج، وأقطع
اجتمع على شراب في بعض الحانات أعمى ومفلوج وأقطع فقيل للأعمى: غن، فغنى:
إني رأيت عشية النّفْرِ ... حورا نفين عزيمة الصبر
فقيل: ويلك كيف رأيت وأنت أعمى؟ وقيل للمفلوج: غن فقال:
إذا أشتد شوقي وهاج الألم ... عدوت على بابكم في الظلم
فقيل: مفلوج يعدو! لا تكذب. وقيل للأقطع: هات غن، فقال:
شبكت كفي على رأسي وقلت له ... يا راهب الدير هل مرت بك الإبل
فقالوا: أنت أكذبنا وأجودنا غناء. . .
٨٥٥ - وما يفيدني إذا حزنت؟
إرشاد الأريب: عبد الوهاب بن غالب عن الشريف أبي العلاء ابن التقي قال: قدم إلى واسط في بعض الأعوام عسكر الأعاجم، فنهبوا قطعة من البلد، ونهبوا دكان الشيخ أبي على بن مختار، ونزلوا بداره، قال الشريف فدخلت معه إليهم نستعطفهم أن يردوا عليه