مؤتمراته إلا أربع دورات مع أنه أتم الآن اثنتي عشرة دورة.
وقد أعد المجمع فعلاً الجزء الخامس من المجلة وينتظر أن يصدر في أول السنة المقبلة.
علم الاجتماع الديني:
(قل ما شئت من خير في الأدب العربي الحديث، وسمه كيف شئت. فهو أدب عالمي، وهو أدب حي. وإنك لتجد فيه شعراً غزير المادة وخيالاً خصباً في عنفه ولطفه، وإنك لتجد فيه قصصاً جذابة صادقة الإحساس جميلة التصوير.
(ولك أن تطلق على ثقافتنا ما يروقك من النعوت. ولك أن تحلي جيدها بما يعجبك من جميل الألقاب. فإنك لتقرأ فيها من الانتقاد دقيقة وتصيب من الفن جليلة.
(لك ما تشاء، ولكن، ناشدتك المولى، لا تنعت أدبنا الفكريّ ولا ثقافتنا بالعلمية، لأنك لا تجد في أدبنا تفكيراً بحتاً ولا في ثقافتنا علماً صرفاً. ولست بهاضم لحقوقهما إذا قلت أن أضعف ما فيهما التفكير وأقوى ما فيهما الخيال).
بهذا التصوير قدَّم الأديب السوريّ الأستاذ يوسف باسيل شلحت كتابه (علم الاجتماع الديني) ويتحدث فيه عن أكثر الأديان بدائية عند الُجلْف المتخلفين من قُطَّان استراليا والقبائل المتأخرة في بقاع العالم. وهي مقدمة أحسب أن فيها تجنياً كبيراً على الأدب العربي وليس أدل على ذلك من أن المؤلف ذيّل كتابه بقائمة مراجع عربية للأستاذة الدكتور هيكل باشا ونقولا الحد دوجرجي زيدان والريحاني وسواهم ممن كتبوا كتباً علمية نفيسة، فضلا عن أنه في مستهل كتابه إلى مؤلَّفيْ الدكتور علي عبد الواحد وافي في علم الاجتماع وهما كتابان خيَران، وإلى باقي مؤلفات الجمعية الفلسفية المصرية.
وكتب الأستاذ شلحت توطئه عن علم الاجتماع انتقل إثرها إلى البحث عن تعريف (للديانة) فلم يضع لنا تعريفاً شاملاً، بل أشار إشارات عابرة إلى تعريفات وضعها بعض فلاسفة الفرنسيين والألمانيين ومعظمها سطحي. وهناك تعريف للديانة لم يشر إليه الأستاذ شلحت وقد أورده الأستاذ رايت في كتابه (فلسفة الأديان) وهو: (إن الدين محاولة لإحراز القيم الاجتماعية المعترف بها وصيانتها عن طريق أداء أفعال معينة يُقصد بها الاستعانة بوسيط معين يختلف عن الذات الشخصية للفرد، وعن جميع الكائنات البشرية، مع الشعور بالاعتماد على هذا الوسيط).