للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأعتقد أن هذا التعريف أشمل ما وضُع، لأنه يستطيع أن يحتضن معظم الأديان المعروفة، فطرية وحضرية. ولا ريب في أن التواضع على تعريف معين أمر غير يسير، وقد أصاب الأستاذ سيلرز عندما قال: (إن معظم الأشياء الفائقة القيمة يصعب تعريفها على حدٍ سواء).

وكتاب (علم الاجتماع الديني) من الروّاد في هذا الباب، ويكاد يكون أشمل كتاب صادفني باللغة العربية في علم فلسفة الأديان. غير أن المؤلف لُم يشر إلى الديانات البدائية سوى إشارة خاطفة، وقصر معظم كلامه على الحديث عن (الطوتمية).

وكنا نود أن يفيض في البحث في الأديان الأخرى الممّيزة عن شؤون الحياة (كالتودا) و (الباجاندا) و (الفيدا) و (المانا) لأن الإشارة الخاطفة إلى بعضها لا تكفي في مثل هذا المبحث.

وختم الأستاذ شلحت كتابه بفضل رائع عن مستقبل الديانات قال فيه (إن الديانة لن تظل على ما كانت عليه في الأعصر الأولى تقيد حركة الأفراد وتمنع عنهم سبل التفكير الحّر. فإن التطور الدينيّ يحملنا على الاعتقاد أن العقول متجهة إلى التخفيف من نير رجال الدين عن رقاب العباد وإلى التقليل من هول الدين في أعين الناس). ولست أذهب إلى الاتفاق معه على هذا الرأي ولكني أرى أن الإنسان متى أقلع عن الإثم لأنه إثم لا لأن الدين يحضه على؛ وإذا فعل الخير لأنه يرى أنه خير لا لأن الدين يحضه على ذلك، أصبح الإنسان في حالة دينية سامية، لأنه بتصرفه ذاك يجعل الدين جزءاً من حياته اليومية، شائعاً في جنبات روحه حتى ليعصى الفصل بين روح المرء ودينه. أما التظاهر بالدين والتباهي بالقداسة وممارسة الفرائض الدينية بطرق آلية، فهذا امتهان للدين أكثر إكراماً له.

وديع فلسطين

تصويب:

جاء في مقال (شريعة الكمال والخلود) المنشور بالعددين ٦٨١، ٦٨٢ من (الرسالة) بعض الأخطاء المطبعية نصححها فيما يلي:

الوذيلة=المرأة وصحتها: الوذيلة المرآة

<<  <  ج:
ص:  >  >>