نقص في الثقافة والعلم. فإنك لا ريب ذا كر تلك القصيدة العصماء التي قد لا يعلو عابها عليها شيء في الرثاء، وقد نظمها بعد وفاة شكسبير، وصدر بها المجموعة الأولى من مسرحيات شكسبير، وفيها يؤمن الشاعر ويطنب في مدحه، فيصفه (بأوزة آفون الحلوة) بضعة فوق تشوسر وسبنسر وبيمونت بل يجعله وحده (تمثالا فريدا لا ضريح له).
ثم يصف كيف غشى نجم شكسبير بنوره المتألق الساطع وأخفى ضياء تلك الكواكب الزاهرة في عالم الأدب كما لو وكد وليلى وغيرهم من فطاحل الأدباء. وفي هذه القصيدة: نفثة من هاتيك النفثات الفريدة الصادقة التي يلفظها أحيانا العقل والقلب معاً فتقارب بقوتهاوسحرهاوروعتها أخلد النبوت. (فهو يرى لبرطانيا أن تسير وتغتبط إذ أنجبت هذا الإبن العظيم الذي سوف تبايعه وتطيعه وتخلص له جميع المسارح في أوروبا؛ وأن شكسبير لم يكن لعصر واحد، إنما للزمان بأكماله، ولا أظنك بحاجة لشرح وبسط ما حققت الأيام من هذه النبوة الرائعة، فقد أصبح شكسبير منها للأدب عذبا، ومنبعاً لا يغيض ماؤه وأضحى نجمه يشع في سماء الأدب إشعاعا، ويتلألأ بالنور الزاهر الدائم، فيهتدي به الشعراء في إنجلترا وفي معظم أقطار العالم أيضاً.