في يومنا هذا قد اخذ يزيد اهتمامهما بالقوالب الأدبية الرائجة الآن في الغرب كالرواية والقصة القصيرة.
هذا واحب أن أكرر أن الترجمة ليست عملا آليا بحال، وأنها ليست مجرد وضع كلمة محل كلمة؛ بل هي فن، وهو فن، لا يزال في المهد صبيا. ولقد ظهر حديثا في بلادنا عدة كتب تدور على فن الترجمة. وسأقتبس من أحد هذه الكتب القطعة الآتية التي تبين أهمية هذا الفن:(لاشيء يتحرك بدون ترجمة؛ فالتجربة الإنسانية تتضمنها عبارات ثلاث: العواطف، وطرق التأدية، والفكر. فالعواطف (مثل الخوف الخ. .) لا تتغير طبيعتها، أما الفكر وطرق التأدية فتتغير. فإذا حدث تغيير في الفكر أو طرق التأدية فلن يقدر له الشيوع والانتقال بغير الترجمة، لأنه لكي يشيع يجب أن ينتقل من أمة إلى أمة، أي من لغة إلى لغة.)
إن العالم الحديث يدرك الآن إن الأمم، كالأفراد، يجب إن تتعاون إذا أرادت الظفر بالسعادة والسلام والرخاء. كذلك شأن الأدب. الأدب كالتجارة، يجب أن يكون في حركة مستمرة، يجب أن يكون فيه على الدوام دخل وخرج، أخذ بين الأمم المختلفة. فالذي يقوم بوظيفة المتاجر في هذه المعاملات الحيوية هو المترجم.