فقد ذكروا إن حماد بن الزبرقان، المقرئ الراوية، كان يصحف ألفاظا في القران لو قرئ بها لكان صوابا، لأنه حفظ القران من مصحف ولم يقراه على شيخ، فكان مما يغلط فيه:(وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها أباه) يريد (إياه). وكان يقرا:(بل الذين كفروا في غرة وشقاق) والصواب (عزة). ويقرا:(لكل امرئ منهم يومئذ شأن يَعنيه) بدل (يُغنيه).
وقرأ عثمان بن آبي شيبة على أصحابه التفسير:(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)، يعنى قالها كأول البقرة (ألف، لام، ميم). وحدث عنه إسماعيل بن محمد البسري قال: سمعت عثمان بن آبي شيبة يقرأ: (وجعل السقاية في رِجل أخيه) فقلت له: ما هذا؟ قال: تحت الجيم واحد وكان يقرأ: (وما عملتم من (الخوارج) مكلبين)!
وينسب أصحاب حمزة الزيات أليه إنه كان يتعلم القرآن من المصحف، وانه قرا يوما وأبوه يسمع:(ألم، ذلك الكتاب لا زيت فيه)، فزجره أبوه وقال: دع المصحف وتلقن من أفواه الرجال!
وكان محمد بن الحسن العطار المقرئ - المعروف بابن مقسم - يتلو قوله تعالى:(فلما استيأسوا منه خلصوا نجبَاء. . .) بالباء والهمزة في آخره. ويقرا بحروف أخرى تخالف الإجماع ويتمحل لها وجوها بعيدة من اللغة والمعنى. قال احمد الفرضي: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكأن ابن مقسم قد ولى ظهره للقبلة وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره لنفسه من القراءات
هذا طرف مما أثر عن تصحيفات القراء. . . أما (المحدثون) فلهم في ذلك ما يستخرج العجب. قال أبو علي الرازي: كان عندنا شيخ يروي الحديث - من المغفلين - فروى يوما إن النبي صلى الله عليه وسلم أحتجم وأعطى الحجام آجرة! يعني أجره
وحدث ابن شهاب قال: أخبرني عبد الله بن ثعلبة أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح وجهه (من القبح) - قال أحمد أبن حنبل: أخطأ وصحف، إنما هو (زمن الفتح).
وفي الحديث: إن الكافر ليجر لسانه فرسخين يوم القيامة يتوطؤه الناس. حرفه بعظهم فقال: ليجر لسانه في سجين. . . والأول هو الصحيح
وأغرب من هذا ما حكاه القاضي أحمد بن كامل قال. حضرت بعض مشايخ الحديث من