غير منازع. وله إنتاج أدبي غزير، فهو ما يفتأ أن يطالعنا بتأليفه القيمة، وأبحاثه التي لا ينقطع لها مدد. وبفضل نشاطه الذي لا يفتر أصبح علما بارزا في الأقطار العربية جميعها. ومن مؤلفاته المطبوعة (وهي كثيرة):
الإسلام الصحيح: وهو سفر عظيم الفائدة كبير الحجم فيه نقد وتحليل، وفيه توضيح لكثير من الحقائق الغامضة، ودحض لأشتات من الأباطيل التي سار عليها الناس أمدا طويلا، وهم يحسبونها في أصول الدين وما هي منه في شئ. وكل ما في هذا الكتاب رائع، إلا إن أروع مافية تعليقه على كلمة (آل محمد (ص) ومبلغها في ثنايا الحقيقة والتاريخ.
ومن كتبه الأخرى:(كلمة في اللغة العربية) و (البطل الخالد والشاعر الخالد) و (الثورة السورية) ثم (الثورة العراقية). ومن كتبه التي لم تطبع - بعد - وما تزال قيد بحثه وعنايته:(أبو العلاء المعري) و (آمالي النشاشيبي) و (نقل الأديب).
ولهذا الأستاذ أسلوب يكاد يكون وقفا عليه. وهو ينم على سعة اطلاعه، وكثرة ما استوعب في ذاكرته من مفردات هذه اللغة الكريمة. ومن ذاك قوله في (اللغة العربية):
(اللغة هي الأمة، والأمة هي اللغة. وضعف الأولي مقرون بضعف الثانية. . . واللغة ميراث أورثه الأباء الأبناء، وأحزم الوراث صائن ما ورث، وأسفههم في الدنيا مضيع.
وإنا (أمم اللسان الضادي) لعرب، وان لغتنا هي العربية، وهي الإرث الذي ورثناه. وأنا لحقيقون - والآباء هم الآباء، واللغة هي تلك اللغة - بأن نقي عربية الجنس وعربية اللغة. . . ولو كان المورثون صغارا، ولو كان الميراث حقيرا لوجب علينا إكبارهم وإعظامه. فكيف والتاريخ يقول: إن الأباء كانوا مراما، وأن الأباء كانوا عظاماً. . . والزمان يقول أن العربية خير ما صنعت يداي (وان الدهر لصنع)، وأنها لخير طرفة أطرفها الناس. والزمان بالخير (وإن جاد) شحيح.
فالعربية الصنع العبقري للدهر، والعربية الدرة اليتيمة أو كنز الزمان (ضن به كل الضن ثم
سخا). . .)
والأستاذ أحمد سامح الخالدي (المقدسي): وهو أبو التربية في فلسطين. فلقد انفق شطرا غير قصير من عمره في مزاولة التوحيد الصحيح والتربية المجدية بين ناسئة الجيل