عندنا، بل بين نخبة من هذه الناشئة، في (الكلية العربية) التي يتولى عمادتها.
وله اليوم طلاب عديدون في طول البلاد وعرضها، نهلوا من علمه الغزير، وساروا على النهج الذي رسم لهم خطته، حتى اصبح فيهم من يشاطره حمل هذا العبء الذي تفرغ لحمله، ويزامله في الميدان الذي يعمل فيه.
ولم يكتفي الأستاذ (الخالدي) بالتوجيه العملي. ولذا فقد فزع إلى التوجيه النظري، فألف فيه كتبا عدة. ليأخذ بنصوصها هؤلاء الذين حرموا نعمة التخرج على يديه. واذكر منها الكتب التالية:(أركان التدريس) و (إدارة الصفوف) و (أنظمة التعليم) و (طرق التدريس المثلى) ثم (رسالة اختبار الذكاء). وهي الأولى من نوعها في العربية.
ولم يقف الأستاذ عند هذا المدى، بل تخطاه لما عداه. فشرح واخرج كثيرا من المخطوطات القيمة، التي لها علاقة مباشرة ببلاد الشام - وفلسطين قسمها الجنوبي - ومنها:(رسالة ترغيب الأنام في سكنى الشام، لعز الدين السلمي. و (فضائل بيت المقدس) للواسطي، و (مثير الغرام بفضل القدس والشام) لأبي محمود المقدسي. و (الأعلام بفضائل الشام) للمنيني. والكتاب الأخير منها صدر منذ أيام، وهو ألان في متناول الأيدي. وفضلا عن المقدمة القيمة التي أوضح فيها الأستاذ أمورا مبهمة، فضعف بذلك قيمة الكتاب التاريخية. ثم الموجز التاريخي (الذي اتبعه بها) في سرد تاريخ سورية (الطبيعية) في القرنين السادس عشر والسابع عشر للميلاد. فانه أضاف أليه ملحقا في تراجم الصحابة والتابعين (الذين نسبوا إلى الشام أو نزلوا أو استشهدوا أو ماتوا فيها). فجعله بذلك مرجعا قيما للباحثين في هذا السبيل.
وله (فيما عدا ذلك) كتب أخرى في العلوم العقلية والأدبية وفي أبحاث شتى. ومنها:(الحياة العقلية) و (أقنعة الحب) و (خفايا النفوس) و (رحلات في الديار الشامية).
كما أن له سفرا قيما - ما يزال بين كتبه المخطوطة - وهو (تاريخ المعاهد الإسلامية). وقد أولاه (ويوليه) الكثير من عنايته. ويقع في ثمانية مجلدات ضخمة، يتناول فيها تطور الثقافة عند المسلمين والعرب في سائر معاهدهم التي أنشأوها في الشرق والغرب (ما خلا الأندلس). ثم كيف كانت هذه الثقافة توجه لأغراض شريفة وأهداف سامية.
وهو ألان يكاد يفرغ من كتاب جديد - لعله أول كتاب في بابه - وعنوانه: (الأردن في