للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(خذ قطعة من الطوب واثقبها ثم ضع حزمة من نبات الريحان على الثقب ثم غطي قطعة الطوب بقطعة أخرى وعرضها لحرارة الشمس عدة أيام تجد قد تكونت عدة عقارب صغيرة وما نبات الريحان إلا بمثابة الخميرة التي ساعدت على تكوين العقارب) ولكي تخلق بعض الفيران فالمسالة في غاية البساطة كما ترى في التجربة الآتية (ضع قميص امرأة - والأفضل أن يكون متسخا في أناء مملوء بحب القمح واترك الإناء بمحتوياته لمدة ٢١ يوم وبعدها تجد أن بعض حبات القمح قد تحولت إلى فيران بعضها ذكور والبعض الأخر إناث وذلك بفعل (الخميرة) التي توجد في قميص (المرآة).

إلى أن جاء العالم والفيلسوف الطلياني (فرنسسكو ريدي) وقد كان أول عالم فند فكرة الجيل التلقائي وهزئ من أراء الأقدمين واثبت بطلانها علميا. أجرى تجربة بكل دقة وذلك إنه أخذ قطعة من لحم طازج وشطرها شطرين ثم وضع كل جزء في أناء غطى أحدهما وترك الأخر مفتوحا وتركهما عدة أيام ثم فحصهما بعد ذلك فلم يجد أثرا للدود في الإناء المغطى بينما كان الإناء المكشوف يعج بالدود عجيجا، ثم اخذ الإناء الأول أي المغطى تغطية محكمة وغطاه بمنسوج من سلك رفيع يسمح بدخول الهواء في الإناء وتركه عدة أيام ثم فحصه فلم يجد آثرا للديدان فاستنتج من هذه التجربة بأنه ليس عدم الهواء هو المانع لتكوين الدود في المواد المتعفنة، وإنما الذي يحول عن تكوينها هو الحيلولة بينها وبين بعض الحشرات مثل الذباب الذي يضع بويضاته على تلك المواد وتفقس تلك البويضات وتكون الدود، وهذه التجربة على ما بها من سهولة وبساطة أدت خدمة كبيرة.

وفي سنة ١٦٧٤ جاء العالم البكتريولوجي الهولندي (ليونهوك) وأعاد تجارب العالم ريدي وأمن بها ولكنه زعم أن التجربة لا يمكن تطبيقها على كل الأحياء.

وفي سنة ١٧٦٥ علا نجم العالم الفسيولوجي الطلياني (اسبالانزاني) الذي اهتم كثيرا بمسالة الجيل الذاتي التلقائي وقام ببعض التجارب، منها إنه وضع في بعض أنابيب الاختبار قليلا من الحساء المكون من مرق اللحم والخضار وقفل بعض الأنابيب قفلا محكما بإذابة زجاج أحد طرفيها ووضعها في أناء يحوي ماء يغلي لمدة نصف ساعة. كما ترك البعض الأخر من الأنابيب مفتوحا فوجد أن الأنابيب الأولى لا تحوي إحياء بينما الثانية مملوءة بالاحياء، واستنتج من كل ذلك انه لكي تعيش هذه الأحياء لابد لها من عاملين:

<<  <  ج:
ص:  >  >>