حويت كنزاً ثميناً لو عرفت له ... قدراً لفاخرت فيه أثمن الدرر
ثم تقول:
يا قبر قد عاد إبراهيم وا أسفي ... يضوي إلى أسرة من اتعس الأسر
فأي عين لهذا الخطب ما نزفت ... دماً وأي فؤاد غير منفطر
ويلاه من نكد الأيام كم فتكت ... بنا ولم تبق لي صبرا ولم تذر
يا قبر أكرم نزيلا حل فيك ولا ... تمتعنَّ البلى من جسمه النضر
وتختم بقولها:
يا من مضى وجميل الصبر يتبعه ... هل من سبيل إلى لقياك منتظر
قد كنت مني مكان الروح من جسدي ال ... مضنى وكنت مكان النور من بصري
ومن سور الرثاء أيضا ما قالته في الذكرى:
جز يا نسيم على وادي النقا سحرا ... وسل عن الصحب هل تلقى لهم خبرا؟
واشرح لهم سوء حالي بعد فرقتهم ... لعلهم يعطفوا أو يلفتوا النظرا
كنا وكانوا وكان ألامس يجمعنا ... فصير الدهر ذاك الجمع منتثرا
من لي برؤيتهم يوماً ويسعفني ... حظي وتبلغ عيني منهم الوطرا
مضى زمان الصفا ما كان أقصره ... وعوض الدهر عن ذاك الصفا كدرا
أحبابنا ما أمر العيش بعدكم ... وهل يطيب لقلب بات منفطرا؟
هذه مقتطفات من طويل الرثاء في اخوتها وأهلها الذين فقدوا في حياتها بكتهم بعيون تسيل دما لا دمعا. ولم يقتصر الرثاء فقط على من ذكرنا وإنما رثت جماعة كبيرة عن لسانها ولسان صديقاتها الكثيرات كما أوردنا البعض منها هنا بإيجاز.
ومن الشعراء طائفة ممن قرظوا ديوانها (حديقة الورد) فقالوا في ذلك أبياتا نورد قسما هنا، منهم قول الشيخ الحموي أحد أدباء يافا مادحا ديوانها:
الجهل شاع بهذا العصر وا أسفي ... وقد رأيت بيومي اعجب العجب
بديع نظم سما من وردة عبقت ... فاحت روائحها في العلم والأدب
فلله در لآلي درة نظمت ... كريمة اليازجي حسّانة العرب
وقال الحاج حسين أفندي بيهم: