ثم يقول بعد هذا:(وكان أبو شاس هذا من اطبع الناس، مليح الشعر، كثير الوصف للخمر، ملازما للديارات، متطرحا بها، مفتونا برهبانها ومن فيها.) ثم يقول ومن مليح شعره:
لا تعدلن عن إبنة الكرم ... بابي ففيها صحة الجسم
وأعلم بأنك أن لهجت بغيرها ... هطلت عليك سحائب الهم
وإذا شربت فكن مستيقظاً ... حتى يتبين طيبة الطعم
لو لم يكن في شربها راحة ... إلا التخلص من يد الهم
وهذه القصيدة موجودة في شعر أبي نؤاس وهي في ثمانية أبيات، ورأيت العمري في مسالكه ينسبها لأبى شاس ويذكر الأول منها والرابع فقط.
ويستمر الشابشتي في ذكر شعر أبى شاس هذا ويذكر له قصيدة مطلعها:
أعاذل ما على مثلي سبيل ... عذلك في المدامة مستحيل
وبعد هذا البيت ثمانية أبيات، وهي موجودة أيضا في شعر آبي نؤاس بنصها وبعدد أبياتها، وينقلها العمري في المسالك ويذكر منها أربعة ابيات، وينسبها لآبي شاس:
هذا هو أبو شاس الشاعر الظريف الماجن الذي مر ذكره في هذه المصادر الثلاثة ولم اعثر على ذكر في أي مصدر أخر.
أقول أن أبا شاس هذا هو أبو نؤاس نفسه إذ أن العمري وحبيب الزيات نقلا عن الشابشتي وان الناسخ له صحف هذا الاسم ٠أبا نؤاس) فصيره أبا شاس، وجاء العمري ونقل عنه، وأغفله العلامة احمد زكي باشا فلم يصحح هذا التصحيف، ثم جاء حبيب زيات ونقل عن العمري أو عن الشابشتي ووضع له اسما هو (منير).
أضع هذا الرأي بين أيدي علماء العربية وأعلامها لعل لهم فيه رأيا.
(بغداد)
شكري محمود احمد
بين المحمدية والموسوية:
من الشرعية الموسوية التي نسخها الشرع الإسلامي، ولكن القوم بها عاملون: قول موسى عليه السلام: (كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم من البرية ولبنان من نهر الفرات