كان أبرزها يوم ذاك (فتى العرب) في دمشق، و (كوكب الشرق) و (مجلة الفتح) المصريتين، وللأستاذ فيها من بديع الآثار ما ينتظم هالة جهاد وفخار.
وقد جمع له الأستاذ (محب الدين الخطيب) في كتابة (المنتقى) بعض محاضراته القيمة. وانك لتشهد أنها (قيمة) - لو قرأت أو سمعت - وليس الخبر كالعيان. . . وللأستاذ - عدا محاضراته وأبحاثه - كتب غزيرة النفع جليلة الأثر، بين مترجم وموضوع، أذكر منها:(حاضر العالم الإسلامي) وهو كتاب وضعه أحد العلماء الأمريكان بعد الحرب الأولى وصف فيه نهضة العالم الإسلامي (السياسية والاجتماعية)، وقد عربه الأستاذ (نويهض) لما رأى من أهميته، وعلق عليه الأمير (شكيب أرسلان) تعليقات مستفيضة جامعة. وقد صدرت طبعته الثانية في أربعة أجزاء وهو إلى أن يكون موسوعة إسلامية، أقرب منه إلى أن يكون كتاباً مقصور الأبواب.
ثم كتاب (النظام السياسي): وهو كتاب يبحث تطورات الأنظمة السياسية في المجتمع منذ أقدم عصورها إلى اليوم.
وله أيضاً (سيرة الأمير جمال الدين - عبد الله التنوخي) أحد أعلام لبنان في القرن التاسع عشر.
وأما أسلوبه: فهو يتحرر من كل قيد ويسترسل وراء المعاني، ويراعي فيه أن يتحسس مواطن التأثير في نفس القارئ أو السامع فيستدرجها إلى اليقظة، ثم يدفعها بعد ذلك حيث يشاء. واليك ما يقوله في كلمة عنوانها (الاستقلال العربي):
(الاستقلال: شق طريقه الشهداء الأبرار، فسكنت أجسامهم الأرضين، وأرواحهم الطاهرة أعلى عليين. عُلِّقوا على الأعواد، وجالدوا المستعمر أبسل جلاد. فاستشهدوا بين شمال الحجاز وبطاح العراق، وتطيّب ثرى ميسلون وارض فلسطين وسهول حوران بطيب أجلادهم وعظامهم.
نعم: الاستقلال العربي! الذي لذكره تهتاج النفوس العربية في كل مكان، وتهفوا قلوبهم إليه، وتحنوا ضلوعهم عليه. الأمة العربية قد استيقظت، فليشهد العالم! ولن ينكص العرب عن هذا السبيل حتى يستردوا حقهم المغصوب، ويستعيدوا ملكهم المسلوب. ويمتلكوا بيدهم زمام أمرهم وبلادهم خالصة لهم.