أفراحه وأتراحه وسلمه وحربه: ثم يشرح بعد ذلك الكثير مكن أقوالهم وحكمهم وشعرهم، وما يسير بينهم مسير الأمثال.
وله أيضاً (تاريخ بئر السبع) و (تاريخ غزة) و (تاريخ عسقلان) وجميعها مطبوع. ثم (تاريخ بيت المقدس) وهو تاريخ ضخم ما يزال إلى اليوم مخطوطاً. وفي سائر هذه الكتب يؤرخ لتلك المدن منذ أقدم الأزمنة إلى يوم الناس هذا، تاريخاً جامعاً شاملاً، لا تفوته فيه سانحة ولا بارحة.
واليك مثلا مما يكتبه، وهو جزء من كلمة يقدم بها كتابه (تاريخ غزة) فيقول:
(الوحدة العربية: تلك هي أمنيتي التي أحملها بين أضلعي، وسرت على هداها في أعمالي، منذ تعلمت وعرفت معنى (حب الوطن). وإنه ليسرني أن أرى هذه الأمنية التي كانت تعد في يوم من الأيام ضرباً من الخيال، أو حلما من الأحلام، أخذت في هذه الأيام تطل من وراء سحاب.
(وإني لا أشك قط في أنها ستصبح عما قليل حقيقة واقعة لا ريب فيها. وإن غداً لناظره قريب. . . وإنا إذا سرنا بقدم ثابتة إلى الأمام، اهتدينا إلى ضالتنا المنشودة في أقصر ما يكون من الوقت، وإلا فإن دون الوصول إليها خرط القتاد. . .).
وأما العالم الذي (يبسط العلم في ثوب الأدب) فهو الأستاذ قدري حافظ طوقان، عالم فلسطين الرياضي، وليس عندما من يضارعه في هذا الميدان. وبالرغم من عمله الذي يستنزف معظم فراغه (في إدارة كلية النجاح بنابلس)، فإنه أكثر من عندنا تأليفاً، وأوفرهم إنتاجا. فبينما تراه يتفرغ لتأليف كتاب من كتبه، تسمعه (أو تقرأ عنه) يحاضر في مختلف أنحاء فلسطين، وفي مواضيع علمية وأدبية وفلسفية وسياسية (أحياناً). وانك لو تتبعته في جولاته الكثيرة بين يافا وعكا والناصرة وحيفا وغزة بل وبئر السبع، لحسبته من (أهل الخطوة) الذين يتحدث عنهم جماعة (الصوفية)، وهو لهم - أي للصوفية - صديق وفي. ويشهد لي بذلك من سمعه في (نادى الناصرة)، وهو يجادلني جدالا عنيفاً في إحدى مشاكلهم المعقدة.
وكتبه بين مطبوع ومخطوط ورهن الترتيب والإعداد كثيرة. أذكر منها الكتب التالية:(الكون العجيب) وهو العدد الحادي عشر من سلسلة (أقرأ). ثم كتابه (نواح مجيدة من