وقالوا بالأيامن منتماهم ... فيا بعد المبيت من المقيل!
فقال: لا يُلتفت إلى هذا! ثم بلغني أنه ينشده كما قلت له!!
وحدث علي بن الحسن الإسكافي قال: لما خرج (بغاء) إلى منبج متقلداً أمرها كان معه كاتب، فقرأ عليه يوما كتاب عامله بسميسْاط، وأن فلاناً سقط عن (يرذونة) يعني (برذَونه). فقال بغاء: مايرذونة ويحك؟؟ فقال: جبل بين سميساط والروم، وهو الحد بينهما. قال فلم ندر من أي شيء نعجب، من تصحيفه، أم من أتحاجه بما احتج به!؟
وقد وضع اللغويون في التصحيف والتحريف كتباً كثيرة، ولكن لم يصل إلى أيدينا منها إلا القليل. ونحن نشير هنا إلى أهم هذه المصنفات وأسماء مؤلفيها:
١ - كتاب تصحيف العلماء لأبى محمد بن قتيبة (توفى عام ٢٧٠هـ).
٢ - المصَّحف لعي بن لحسن الهنائي (توفى بعد سنة ٣٠٩هـ).
٣ - الكلام على ابن قتيبة في تصحيف العلماء لأبى محمد ابن درستويه (توفى عام ٣٤٧هـ).
٤ - التصحيف والتحريف وشرح ما يقع فيه، للحسن ابن عبد الله بن سعيد العسكري (توفى عام ٣٨٢هـ).
٥ - التصحيف للدارقطني - أبو الحسن علي بن عمر (توفى عام ٣٨٥هـ).
٦ - الرد على حمزة في حدوث التصحيف لأسحق ابن أحمد الصفار (توفى بعد عام ٤٠٥هـ).
٧ - التصحيف والتحريف لعثمان بن عيسى البلَطي (توفى عام ٥٩٩هـ).
٨ - متنزه القلوب في التصحيف، لعلي بن الحسن الحلي (توفى عام ٦٠١هـ).
هذا ما عنًّ لنا أن نبسط القول فيه من موضوع التصحيف والتحريف؛ وقد أغفلنا ما كنا أزمعنا الإشارة إليه من طرائف التصحيفات التي وقعت لنا خاصة، أو لبعض معارفنا من أفاضل الأدباء على هذا العهد، فلذلك مجال آخر من الحديث، ولسنا نكره أن يسبقنا إليه بعض الأدباء ممن تتوفر لديهم بواعث الإفاضة فيه.
ومنا إلى الأستاذ الطنطاوي - الذي بعثنا على كتابة هذه الكلمة بين سغَب رمضان وحر الصعيد - أطيب تحية وأزكى سلام. . .