للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ونعتقد أن ملتن على حق فيما يعتل به من علة، وليس يمنع هذا من أن نضيف إليها علة أخرى لها كما لهذه في طبعه من الشواهد ما يكاد يؤكدها، وتلك هي رغبته التي لازمته منذ صغره في أن يكون عالي القدر ممتاز المكانة، واختياره لهذا المنصب يحقق له تلك الرغبة، فضلا عما فيه من معنى الاعتراف له بالفضل وعلو المكانة في مجال الأدب والمعرفة، وكانت تطرب نفس كنفسه بلا ريب لأن يكون ذا صلة بتلك الشخصيات الكبيرة التي قضت بجهادها المرير على الاستبداد الذي يمقته اشد المقت، لا عن ملق أو افتتان بذوي الجاه والمكانة كما يفعل صغار النفوس، ولكن عن طموح وكبرياء ورغبة في السمو، وعن محبة وإعجاب بتلك الشخصيات لما تنطوي عليه محبته إياهم من معان، كما يفعل الأباة من أولي الفضل. . .

وثمة رأي لآخر يضاف إلى تلك الآراء، وهو رأي (مارك باتيسون) أحد من أجادوا الكتابة عن ملتن، ومؤداه أنه لا يبعد أن يكون ملتن قد رأي في المنصب مجالا جديداً للازدياد من المعرفة والحكمة، وهي ما يتطلبه الشعر من زاد، فقد طالما رأيناه من قبل يعد بأن يتوفر على الشعر متى استكمل منه عدته، وتم له ما يتوق إليه من نضج وخبرة بالحياة، وعلى ذلك فلن تذهب تضحية بوقته وبصره هباء، فلسوف تجدي عليه وثيق المعرفة بأحوال الناس وأمور الحياة!

(يتبع)

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>