(البوليس!. . . ولم ذا تبلغ قسوتي هذا الحد؟ لا، لا. فكل ما أريد هو أن أدفئك وأسمع منك أي
شيء يهمك أن تقصيه على).
ولما كان من السهل قيادة الجياع تبعت الفتاة روزمارى إلى سيارتها.
وامتلأت روزمارى بشعور النصر وكادت تقول (الآن ظفرت بك) وهي تحملق في الأسيرة الصغيرة. ولكن ذلك لم يجردها من رقة شعورها وعطفها بل أرادت أن تثبت لهذه الفتاة أن أشياء عجيبة قد تحدث في الحياة وأن للأغنياء قلوبا وأن النساء أخوات.
ثم التفتت روزمارى مهتاجة قائلة (لا تخافي ولم لا تجيئين معي؟ أنا امرأة مثلك وان كنت منك حالا. فعليك أن تنتظري مني. . .).
وفي تلك اللحظة وقفت السيارة لحسن حظها لأنها لم تعرف كيف تنهي هذه الجملة. ثم دق الجرس وفتح الباب ودفعت روزمارى الفتاة إلى داخل الصالة بحركة لطيفة تكاد تكون عناقا وهي تقول:
(تعالي إلى الطابق الثاني. تعالي إلى غرفتي) وأرادت أن تحمي هذا المخلوق من نظرات الخدم فصممت وهما تصعدان الدرج على ألا تدق الجرس لخادمتها جان وعلى أن تخلع ملابسها بنفسها.
صاحت روزمارى عندما وصلا إلى غرفة نومها الجميلة بستائرها المسدلة ووسائدها المذهبة ونمارقها الزرقاء والنار تضئ ما حولها من أثاث فخم والأزهار تملأ الغرفة عبيرا حلوا: هانحن هاتان!
لم تعبأ روزمارى بوقوف الفتاة مذهولة على الباب وجرت مقعدها المريح نحو النار وصاحت (تعالي اجلسي على هذا المقعد المريح. تعالي ليدب الدفء إلى فيبدو عليك أنك تنوئين تحت وطأة البرد).
قالت الفتاة وهي تتراجع إلى الوراء (أنا لا أجرؤ يا سيدتي).
فتقدمت روزوماري إلى الأمام وقالت:(أرجوك يجب ألا تخافي اجلسي. وعندما أنتهي من خلع ملابسي سننتقل إلى الغرفة المجاورة لنحتسي الشاي. مم تخافين؟) ودفعت الهيكل النحيل في مهده العميق.