للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لآل رسول الله بالخيف من منى ... وبالركن والتعريف والجمرات

ديار علي والحسين وجعفر ... وحمزة والسجاد زي الثفنات

ديار عفاها كل جون مباكر ... ولم تعف للأيام والسنوات

ومنها:

ألم تر أني من ثلاثين حجة ... أروح وأغدو دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسما ... وأيديهم من فيئهم صفرات

فآل رسول الله نحف جسومهم ... وآل زياد حفل القصرات

بنات زياد في القصور مصونة ... وبنت رسول الله في الفلوات

إذا وتروا مدوا إلى أهل وترهم ... أكفاً عن الأوتار منقبضات

فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد ... لقطع قلبي إثرهم حسرات

خروج إمام لا محالة خارج ... يقوم على اسم الله والحرمات

وهي قصيدة طويلة تسيل عيون أبياتها بالعبرات، وتصطخب أمواج بحرها بالحسرات، فإذا كفكف من دمعه وهدأ من روعه، فلأنه ينتظر أن يستأمن الدهر فيؤمنه، ويستكشف المحن فتنكشف، فهو ينشد:

فيا نفس طيبي، ثم يا نفس ابشري ... فغير بعيد كل ما هو آت

فإن قرب الرحمن من تلك مدتي ... وآخر من عمري لطول حياتي

شفيت ولم اترك لنفسي رزية ... ورويت منهم منصلي وقناتي

أحاول نقل الشمس من مستقرها ... واسمع أحجارا من الصلدات

ولقد رثي الحسين رضي الله عنه رثاء يدمي العيون ويفتت الأكباد حتى لكأنه حضر مصرعه، وشاهد

موقعه، فمن ذلك قوله:

رأس ابن بنت محمد ووصيه ... يا للرجال - على قناة ترفع

والمسلمون بمنظر ومسمع ... لا جازع من ذا ولا متخشع

أيقظت أجفانا وكنت لها كرى ... وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

كحلت بمنظرك العيون عماية ... واصم نعيك كل أذن تسمع

<<  <  ج:
ص:  >  >>