وفي الفصل الثلاثين: أعرف عبدي؛ خلقت الأشياء كلها من أجلك وخلقتك من اجلي فاشتغلت بالنعمة عن المنعم وبالعطاء عن المعطي. فما أديت شكر نعمته ولا راعيت حرمة عطاءه، كل نعمة شغلتك عني فهي نقمة، وكل عطية الهتك عني فهي بلية. . . الخ.
وفي الفصل الحادي والثلاثين: عبدي أنا الذي افعل ما أشاء واحكم ما اريد؛ اعطي لا لباعث، وامنع لا لحادث، واسعد لا لعلة، واخلق لا لقلة، وابتلي بالشكر لا لحاجة، وقد خلت الأحدية وتقدست الصمدية عن البواعث العلل، لو كانت الإرادة هي عن باعث لكان محمولا، ولو كانت عن حادث لكان معلولا وليس بمحمول ولا معلول؛ بل خالق البواعث والعلل (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون).
وفي الفصل الثاني والثلاثين: عبدي ليس في الوجود إلا أنا فلا تشتغل إلا بي ولا تقبل إلا علي إن حصلت لك فقد حصل كل شيء وان فتك فقد فات كل شيء. . . الخ.
على أن عقيدة الشيخ الواعظ فياحة كالعطر؛ شذاها في ثنايا كتابه الصغير، ويؤيد هذا قول الأستاذ انه تبحر في علوم الشريعة ثم دخل طريق القوم عن دراية، وقد عهد إليه أخوه بالتدريس في النظامية؛ كما يدل على سمو رتبته في الطريق ما قاله في أخيه عندما سئل عنه. كل هذه دلائل على سلامة عقيدة الشيخ من كل زيغ.
وفي الحق إن هذا الواعظ الصوفي صنو أخيه، وان كان اقل منه شهرة. يعرف ذلك كل من سلك طريق القوم، وكل ميسر لما خلق له!
هذه كلمة ما أردت بها إلا وجه الحق. وفقنا الله جميعا للصواب.
(شطانوف)
محمد منصور خضر
اللائحة الداخلية لمجلة الأزهر:
تألفت في يوم الأربعاء ٢٤ من أبريل سنة ١٩٤٦ لجنة لوضع نظام لمجلة الأزهر برياسة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر مصطفى عبد الرزاق شيخ الجامع الأزهر وقررت ما يلي:
أولا - تنظيم مجلة الأزهر بحيث تصلح لحمل رسالة الجامع الأزهر والتعبير عنها اكمل تعبير.