فأنظر ما هو نصيبك من هذه الكلمة فإن كان نصيبك روحها ومعناها (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) وهو نصيب سيد الخلائق محمد صلى الله عليه وسلم ومائة ألف نبي ونيف وعشرين ألف نبي فقد حزت ذخر الكونين وفزت بسعادة الدارين. . . الخ.
وفي الفصل الثالث إذا قلت لا اله إلا الله إن كان مسكنها منك اللسان لا ثمرة لها في القلب فأنت منافق، وان كان مسكنها منك القلب فأنت مؤمن، وان كان مسكنها منك الروح فأنت عاشق، وان كان مسكنها منك السر فأنت مكاشف. فالإيمان الأول إيمان العوام والثاني إيمان الخواص والثالث إيمان خواص الخواص. . . الخ
وفي الفصل الحادي عشر افتح بصر بصيرتك فانه ليس في الوجود شيء إلا وهو يقول لا اله إلا الله (وان من شيء إلا يسبح بحمده (الآية) يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض) يدل بوجوده على موجده وبخلقه على خالقه. . .
وفي الفصل الخامس عشر: اجعل رأس مال بضاعتك التوحيد، وملاذ أمرك التجريد، واجعل غناك افتقارك وعزك انكسارك، وذكرك شعارك، ومحبتك دثارك، وتقواك إزارك، فإن كنت مفتقرا إلى زاد وراحلة وخفير فأجعل زادك الافتقار، ومطيتك الانكسار، وخفيرك الاذكار، وانيسك المحبة ومقصد سفرك القربة. فإن ربحت فقد ربحت. . . الخ.
وفي الفصل السابع عشر: متى تتنبه من سنة غفلتك، وتصحو من خمار سكرتك؛ فتفهم ما تذكر وتعلم ما تقول، أمرت بالفهم ثم بالذكر، وأمرت بالعلم ثم بالقول فما لم تعلم لا تقل وما لم تفهم لا تذكر. إذا قلت لا اله إلا الله وأنت غافل القلب غائب الفهم ساهي السر فلست بذاكر (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) إذا ذكرته فلتكن كلك قلبا، وإذا نطقت به فلتكن كلك لسانا، وإذا سمعت فلتكن كلك سمعا؛ وإلا فأنت تضرب في حديد بارد:
إذا ذكرتك كاد الشوق يقتلني ... وغفلتي عنك أحزان وأوجاع
فصار كلي قلوبا فيك واعية ... للسقم فيها وللآلام إسراع
وفي الفصل السادس والعشرين: اعلم أن شجرة لا اله إلا الله شجرة السعادة فإن غرستها في منبت التصديق وسقيتها من ماء الإخلاص وراعيتها بالعمل الصالح رسخت عروقها وثبت ساقها واخضرت اوراقها، واينعت ثمارها وتضاعف أكلها. . . الخ.