الكلام، وهكذا احتدمت الخصومة بين الرجلين حتى قال هوبز: انه عاجز عن أن يقطع أيهما كان احسن لغة وأيهما كان أسوأ جدلا؛ ويرى دكتور جونسون على الرغم من شدة وطأته، إذ ينقد ملتن انه كان ابلغ من سلامسيس. ويرى مثل هذا الرأي مارك باتيسون، ويزيد عليه أن ملتن كان أقوى فهما وارجح عقلا من خصمه وان كان على سعة اطلاعه اقل منه قراءة ومعرفة بالكتب. . .
وقد مات سلامسيس بعد رد ملتن عليه بنحو ثلاث سنوات، ومع ذلك فقد أذاع أنصار ملتن ومنهم ابن أخته انه مات كمدا، ومن اعجب الأمور وادعاها إلى الأسف أن يقر ملتن هذا الزعم ويجعله من دواعي فخره، وأنها لسقطة تحسب على الشاعر العظيم، وكم نود لو أن تاريخه قد خلا منها، فهي لا تقل عن سقطة خصمه، إذ عيره بفقد ناظريه. . .