هذه هي على وجه الإجمال علاقة بريطانيا بممتلكاتها الحرة، وهي علاقة يمكن اعتبارها انفصالية بمقدار ما هي اتصالية، ومع هذا يتبادلون الرأي بإخلاص وثقة فيما يتعلق بمصالحهم المشتركة ويعملون معا وقبل كل شئ على صيانة الإمبراطورية.
عجيب جدا هذا النظام، واعجب منه نجاحه الرائع. ولعله لا عجب إلا في أدمغتنا المتأثرة بشر أنواع الحزبية والفردية في الشرق المنكود.
وليس معنى ذلك انه نظام مثالي لا وجه لنقده. . . فلكم تعرض في إنجلترا ذاتها لمهاجمات كثير من المفكرين أمثال (كارليل الذي كان يتساءل متهكما عما إذا كان من المستطاع تصوره عقلا إن حوالي ٦٠٠ إنسان مهما بلغوا من الحكمة والحنكة والخبرة يمكنهم وحدهم أن يحكموا ويتحكموا في أكبر إمبراطورية بنزاهة وعدم انحراف!
غير إن الواقع الذي لا تجدي فيه المكابرة قد اثبت نجاح هذا النظام نجاحا يعتبر نموذجيا إذا قيس بفشل معظم النظم الأخرى وانهيارها، حتى في البلاد التي أحكمت وضعها وتطبيقها كألمانيا وإيطاليا وغيرهما.