للسيارات الصغيرة الخفيفة أن تقطع ما بين مرسى ومطروح وسيوة في ثماني ساعات. أما السيارات الثقيلة المعدة للتحميل فتقطع المسافة في يومين، وتقطعها الجمال في سبعة أيام، ويقطع كثير من أعراب الصحراء المسافة من شاطئ البحر الأبيض إلى سيوة مشيا على الأقدام وهي مسافة لا يستهان بها إذا أضيف إليها ندرة الماء في الطريق.
وكل ما يعيش عليه الأعرابي في الطريق، قليل من التمر ولبن الناقة وقطرات من الماء، وبهذه المناسبة أقول إن السيارات لم تبدأ بالسير بين مرسى مطروح وسيوة إلا منذ سنة ١٩٢٦ أما قبل ذلك فالمواصلات بين البلدين كانت بالجمال، غير أنه حدث أن زار الخديو السابق عباس باشا سيوة سنة ١٩٠٥ مع بعض الألمان الذين كانوا ينقبون عن الآثار في مدينة (سانت ميناس) القديمة التي تقع في الجنوب الغربي من الإسكندرية وكان بصحبته الهر إيوارت فولز وقد قطع المسافة لسيوة على عربة مكشوفة (فيتون) تجرها جياد تستبدل بغيرها كلما أصابها الكلال والتعب. وهذه هي المرة الأولى التي سارت فيها عربات ركوب في الصحراء في تاريخ سيوة الحديث، وتألفت حملة الخديو السابق في هذه الزيارة من أربعة علماء من الألمان وعشرين جنديا واثنين وستين حصانا و٢٨٨ جملا لحمل الأمتعة. هذا عدا خدم الخديو الخصوصيين.
وتهتم مصلحة الحدود الآن بإصلاح الطريق ما بين مرسى مطروح وسيوة. فهي تزيل الصخور من الطريق وتضع مخلوطاً من خرسانة الأسمنت في المواضع التي يغطيها مطر الشتاء، ثم إنها أصلحت بعض المستودعات القديمة الرومانية التي تجمع فيها الأمطار وسقفتها بأسقف من خرسانة الأسمنت وعملت فيها فتحات حتى يتمكن المارة من أن يحصلوا على الماء بإلقاء دلو مربوط في حبل كي يأخذوا ما يشاءون من الماء، وحتى لا يضيع أي قدر من ماء الأمطار، وازدادت تلك العناية عقب زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك الأخيرة سنة ١٩٢٨ إذ أن مصلحة الحدود تعمل على إيجاد أكبر عدد من مستودعات ماء المطر في طريق الصحراء بين مرسى مطروح وسيوة لدرجة أن العربي الذي يقطع المسافة سائراً على قدميه يمكنه أن يجد في طريقه كل يوم مستودعاً فيأخذ منه ما يحتاجه من ماء يكفيه طول اليوم، ومن أكبر هذه المستودعات أو الآبار هو بئر جلالة الملك فؤاد الأول عند البويب وهي منتصف المسافة تقريباً بين مرسى مطروح وسيوة، وتوجد آبار