نظام الري. وسنبحث هذا الموضوع الآن، أما الأمر الأول فسنؤجل التكلم عنه إلى مكان آخر في هذا البحث.
لما كانت واحة الفيوم في منخفض عن سطح البحر كان فيضان النيل يعمها كل عام ويحولها إلى بحيرة عظيمة، وفطن ملوك الأسرة الثانية عشرة إلى خزن كمية عظيمة في تلك الجهات، وتصريفها وقت التحاريق كي تطول مدة ري الوجه البحري - أي إن الفكرة كانت تشبه الفكرة الخاصة بخزان أسوان الحديث. ولا يعرف بالضبط مَن مِن فراعنة الأسرة الثانية عشرة نفذ هذا المشروع، وإن كان قد جرى العرف على نسبته إلى أمنمحيت الثالث - وقد عمل المشروع على كسب أراض شاسعة للزراعة من تلك المساحات الهائلة التي كان يغمرها ماء الفيضان عند مدخل الفيوم، وذلك ببناء سور عظيم.
الحالة الاجتماعية:
الرقيق: سرعان ما ظهرت نتائج هذه الإصلاحات في زيادة رفاهية البلاد. نعم إن الرفيق لم تتغير حاله عما كانت عليه أيام الدولة القديمة، والواقع أنها قلما تغيرت طول عصور التاريخ المصري.
الأشراف:
أما النبيل المصري فقد عاش عيشة الترف والمتعة، واقترن بها في بعض الأحوال عناية طيبة وشفقة بأولئك الذين يخضعون لسلطته. هذا طبعاً إذا صدقنا النقوش الواردة على مقابر الأشراف. ففيها نقرأ أن النبيل كان يطعم الجوعان ويكسو العريان، وينقل في سفينته عبر النيل من ليست له سفينة - وفي وقت المحن كان يمد إقليمه بالغلال، ولعل دعواه في أنه لم يسلب أرملة أو يغضب حق يتيم لم تكن مجرد عبارات تقليدية ترددها النقوش - قد أولع الأشراف بالرياضة فكان النبيل يخرج على قدميه لصيد ما يجده من حيوان في الصحراء؛ أو يركب قارباً من البردي يمخر به المستنقعات لصيد السمك بالحراب أو وحش الطير بعصا صغيرة.
ظهور الطبقة الوسطى:
كان ظهور طبقة متوسطة وفيرة العدد من أهم المميزات الاجتماعية للدولة الوسطى، ولهذه