حركة القوى العاملة في النفس، كأنها مظاهر ميول لها غرض محدود، سواء أكانت هذه الميول تعمل في اتجاه واحد أم في اتجاهات متعارضة. إننا نسعى وراء تكوين نظرة ديناميكية للمظاهر النفسية)
وقد أوردت هذا النص لعلة، ذلك أن أحد الباحثين في علم النفس، وهو الدكتور يوسف مراد المدرس بكلية الآداب قال في كتابه (شفاء النفس) ص٩٥ ما يأتي:
(تمتاز فلسفة فرويد بكونها ميكانيكية جبرية، فإنها تنظر إلى الإنسان كأنه آلة عديمة الحرية خاضعة كل الخضوع لقوى خفية لا يمكن التغلب عليها إلا بالحيلة). وقال في مكان آخر:(أما فلسفة ادلر، فهي على نقيض فلسفة فرويد، تمتاز بكونها غائية اختيارية تفاؤلية. ونعلم أن المذهب الغائي على نقيض المذهب الميكانيكي) ص٩٧ - ٩٨. فهو يجعل مذهب فرويد ميكانيكياً
ويقول الطبيبان ريجي وهسنار في كتابهما التحليل النفساني ص١٥:(إن نظرية فرويد تمثل الحياة النفسية في نظرة موضوعية على طريقة النظر إلى الوقائع العلمية، كما تمثلها مذهباً يتطور باستمرار، يحتوي على قوى أولية متعارضة أو مكونة أو منتجة. ونستطيع تطبيق اصطلاح علم النفس الديناميكي على هذه النظرة الديناميكية للعقل)
وقد أخطأ الدكتور يوسف مراد خطأ آخر ص٩٧:(وأخيراً يجب أن نشير إلى الشجاعة التي واجه بها فرويد المشكلة الجنسية وإلى الدقة الفائقة التي حلل بها مختلف مظاهر الوظيفة الجنسية، غير أنه أسرف، وخاصة تلامذته، في إرجاع كل ظاهرة سلوكية إلى الغريزة الجنسية)
وليس الأمر كذلك عند فرويد، لأنه لا يرجع كل شيء إلى الغريزة الجنسية، بل بعض تلامذته، وأولئك الذين كتبوا عنه كتابات شعبية تحمل معنى التعميم والتبسيط. وقد دافع فرويد عن نفسه ضد الذين يخطئون فهمه فقال:(لقد كررت وأعلنت بكل وضوح ما استطعت إلى ذلك سبيلا، بمناسبة الأمراض النفسية الانتقالية، أنني أميز تماماً بين الغريزة الجنسية وبين الغريزة النفسية وأن اللبيد يعني نشاط الغريزة الجنسية. إنه يونج - لا أنا - الذي يجعل من اللبيد مساوياً للدافع الغريزي لجميع القوى النفسية).
وقال فرويد في موضع آخر: (لم يغفل التحليل النفساني مطلقاً وجود ميول غير جنسية،