وقد أقام التحليل النفساني بناءه على مبدأ الفصل التام الواضح بين الميول الجنسية والميول المتصلة بالذات أو الأنا وقد أثبت التحليل دون انتظار الاعتراضات الموجهة إليه، أن الأمراض النفسية ليست نتيجة الغريزة الجنسية، بل نتيجة الصراع بين الأنا والغريزة الجنسية
وهنا نجد أن الدكتور يوسف مراد في خطأ ثالث إذ يقول:(إذ ليس هذا رأي فرويد كما رأينا، لأن المرض قد يقع نتيجة الصراع بين الغريزة الجنسية والأنا في حالة الشعور، وقد يكون الصراع في اللاشعور فقط. فالعنين الذي يشعر بعجزه عن مباشرة المرأة يضطرب نفسانياً لشعوره بالضعف).
والغريب أن الدكتور يوسف مراد أنصف نظرية فرويد ص٨٦ بقوله:(والواقع أن المشكلة النظرية التي أثارها التعارض بين فرويد وادلر لا تزال حتى الآن متعلقة. بل يبدو أن النزاع بين الفريقين يزداد عنفاً ويتجاوز حدود المناقشة العلمية الهادئة إلى أساليب التهكم والتحقير). ثم عاد وحقر نظريته بما يخرج عن الأسلوب العلمي.
وأذكر الآن حالة مريض عالجته على طريقة فرويد لأثبت صحة نظريته. جاءني شاب يشكو ضيقاً وقلقاً وتبرماً وانصرافاً عن الاستذكار، وتبلغ سنه اثنين وعشرين عاماً، يعيش مع أخيه الأكبر، يتناول من والده مرتباً لمصروفه الشخصي أربعة جنيهات في الشهر. سألته عن أحوال الجنسية فقال: إنه يتصل بالعاهرات، ولكنه لا يستطيع الزواج نظراً للظروف الاجتماعية إذ لا يزال طالباً، ولا يستطيع الصبر عن المرأة. وبالبحث اتضح أن ضميره يؤنبه على هذه الصلة غير الشريفة، فهناك صراع بين الغريزة الجنسية وبن نفسه الخلقية، وكلاهما كان في مستوى الشعور، وحلت المشكلة بتعليمه التسامي بالغريزة الجنسية نحو الموسيقى التي برع فيها.
وحيث كان فرويد يجعل للغريزة الجنسية أهمية كبيرة في حياة الإنسان، ويجعل لتجارية الماضية المسجلة في اللاشعور أثراً في سلوكه الحاضر، فقد بحث في الحياة الجنسية للفرد منذ ولادته، حتى دور المراهقة، وافترض أن الرضيع يشعر بلذة جنسية من امتصاص ثدي أمه ومن إخراج الفضلات ومن الملامسة مما لا يتسع تفصيله الآن
وإنما نذكر أهم الاعتراضات العلمية التي توجه إلى نظرية فرويد لتكون ماثلة بالبال