معها لشأناً في حالي فقره وغناه، وهناك أيضاً جامعة أعقاب السجاير التي أبرز الأستاذ لها صورة واضحة تلمسها في وصفه لها وحديثها هي مع محجوب فتسمعها تقول: وجب، وغير ذلك من ألفاظ تكمل الصورة وتوضحها، وهناك عفت وغيره من أصدقاء محجوب في أيام العز. . . تمر الريشة على كل هؤلاء فتبرز معارف وجوههم وخلجات نفوسهم نابضة بإحساسهم غير مغفلة شيئاً.
وتدور حوادث القصة في سنة ١٩٣٠، والناحية القصصية فيها أبرز منها في قصة خان الخليلي وقد كانت هذه الأخيرة أشبه بمعرض صور رائع منها بقصة، وإن لم يفقدها هذا شيئاً من روعتها وقوتها. . .
وواضح أن الأستاذ نجيباً أوجد علياً ومأموناً وأحمد في قصته الجديدة ليثبت أن الأخلاق وإن هتكت عند محجوب فهي مصونة عند أصدقائه، وقد تعرض الأستاذ نجيب في قصته هذه لنواح اجتماعية عديدة يغض من رونقها كثرة تردادها إذ نحن الآن ففي حاجة إلى العلاج أكثر من حاجتنا إلى الشكوى، وإن بالقصة لفتات فنية رائعة ننتظرها من الأستاذ نجيب الذي خطا بالقصة المصرية خطوات واسعة نحو الكمال، وهذا أمر لا نستغربه عليه فهو فنان موهوب بفطرته جشع في القراءة العربية والغربية. . . وعسى أن لا يتأخر إنتاجه القادم. فنحن في شوق منتظرون. . .
ثروت أباظة
نفحات من سيرة السيدة زينب
إن أعصى ما يتكاءَدُ المصلحين، تلك العادات التي امتزجت بدماء العامة، والقصائد التي أشربتها نفوسهم، فتمكنت فيها على مر الأيام.
وإنه لمن الجهل والسفاهة، تجدي هذه العادات العقائد ومهاجمتها في عنف، بل الواجب علاجها بالحكمة، والاحتيال لاقتلاعها؛ أو توجيهها وجهة نافعة.
وقد أتخذ الأستاذ أحمد الشرباصي في كتابه (نفحات من سيرة السيدة زينب) خطة جديدة في (التربية الشعبية) ودرج على غير المنهج المتبع في الثورة بعقائد الناس. بل تناول مسألة الموالد، والأذكار، والتوسل، والتشيع، والتمسح بالأضرحة، والنذور، بروح جديدة، هي