إليه أن يجلبوا لها آخر ألوان الإصلاح والترف في الأمم العريقة في النهضة والرقي، قبل أن يقيموا أسباب الحياة الصالحة على قواعد بسيطة عريضة تتسع للشمول. فصاروا يهتمون بالقرى النموذجية، والمناظر الاستعراضية وفنون الحياة الأمريكية والأوربية، ويتحدثون عن أحدث ألوان الحياة ويتركون الحديث عن قراهم ودساكرهم التي كان سكانها من آثار الأزل السحيق والماضي الواغل في القدم!
وبديهي أن إصلاحا على هذا الأسلوب يكون كإلقاء قطعة من السكر في بحر من الملح!
وكل يوم يمر على أمة بدون أن تعلم ما استجد في العالم من الكشوف والمخترعات يجعلها أمة بائدة ضعيفة متخلفة وراء الأمم العالمة. . .
فما بالنا بالأمم الواقفة عند خطوات آبائها الأولين من آلاف السنين كالمستنقعات الآسنة التي تزيدها حرارة شمس كل يوم جديد عفونة!