وأن نميز بين الآراء الصحيحة والمغشوشة التي تُبث في وسطنا، فنفضح الموضوعة بقصد التمويه والتضليل. . . فكثير من المفتريات والأباطيل تلعب دوراً خطيراً في عقول عامة الناس وفريق من الخاصة.
ولنضرب مثلاً: لنفرض أنها حدثت ثورة في بلد عربي في وجه الطغيان. . . وقد حدثت فعلاً. . . وكانت النتيجة المعروفة. . . وذهبت الأمة في آرائها مذاهب شتى! لماذا؟ لأن الأجنبي سمم الأفكار وألبس الباطل بالحق. . . بأبواق دعايته المنظمة. . . ونجح أخيراً في تفريق الكلمة وصدع الشمل، وتشتيت الجماعة، ورد الكيد إلى النحر. . . وباتت الأمة تئن أحراراها. . . وتخبط في دياجير العمى جهلتها. . . وكانت الطامة الكبرى والعياذ بالله!.
وفي مضمار المعرفة: يجب أن يكون لنا منبع علمي عربي تنهل منه ناشئتنا، فلا نشعر بالنقص على الدوام، وبعقم عقليتنا.
وفي اللغة:(وهي الأمة. . . والأمة هي) كما يقول الحكماء لغتنا الخالدة يجب أن نؤمن بعبقريتها، ونفخر ونعتز.
ولابدّ من زيادة الإيضاح حول (الاستقلال الفكري) لكي ندلل على أهميته وأثره:
قضت البلاد العربية حيناً من الدهر طال وهي تتلقى صنوف المصائب من غفوة طبيعية في ظلام العهد العثماني. . إلى غفوة صنعية الكراهية في هذا العهد الأسود الأبيض المميت، حيث تتلقى كل يوم بل كل ساعة بل كل لحظة؛ ضربة صامتة في صميم الاستقلال والكرامة - يوجهها عبدة المادة وإخوان المطامع. لقد توطنت النفوس على الشعور بالنقص، وضعف الثقة بالذات مع مرور الزمن. . . وصرنا نسلك مسلكاً عجيباً، يندى له جبين التاريخ العربي. لنذكر كل أولئك لنعرف مدى حاجتنا إلى الاستقلال الفكري!